مارمرقس الرسول
كانت كرازة القديس العظيم مار مرقس في كل العالم أجمع... لقد أنار هذا الكارز المسكونى العالم بإنجيله المقدس، وعلّم الخليقة كلها الآب والإبن والروح القدس... في كل مكان، وكل موضع ذهب إليه مار مرقس، كان يضىء نور المسيح الإله، ويفتح طريق الملكوت أمام الجميع... في كل موقع وبقعة على الأرض، وطأت عليها قدما مارمرقس الرسول، كان يُبدد الأوثان، ويُسقط الأصنام، وُيقيم مذبحًا للرب القدوس. لذلك نقول في إبصالية واطس "كل الشعوب وكل القبائل تباركوا منه والكائنين في كل مكان حظوا بالخلاص من أجله". وفي إبصالية آدام نقول " كل الشعوب جميعها ولغات الألسن هداهم وجذبهم لمعرفة الثالوث". وفى أرباع الناقوس نقول "السلام لأبينا مرقس الإنجيلى مبدد الأوثان... وأيضًا السلام لأبينا مرقس الإنجيلى مبدد الأوثان".
مَن ينظر إلى كرازة القديس مرقس الرسول، ويتطلع إلى عمله الرسولى في العالم كله، يدرك مدى عظمة دوره الكبير كأحد السبعين رسولًا الذين أرسلهم الرب إلهنا إلى أقصى الأرض. ويدرك مدى عظمة شخصيته التي يقودها الروح القدس، ويرشده في كل شىء.
كان القديس مار مرقس الرسول يكرز بالمسيح الإله والفادى والمخلص، في أسيا وأوروبا وأفريقيا. كان يكرز في وسط اليهود، وفي وسط الأمم، كان يكرز مع التلاميذ والرسل. وكان يكرز بمفرده، كان مار مرقس كارزًا مسكونيًا بلا جدال... فنجده:
كان يكرز مع القديس بطرس الرسول في اليهودية، وفي أورشليم وبيت عنيا، بحكم صلة النسب التي كانت بينهما، لأن والد مار مرقس كان ابن عم أو إبن عمة زوجة القديس بطرس.
كان يكرز مع القديسين بولس الرسول وبرنابا الرسول في رحلتهما الأولى، حيث ذهبوا إلى أنطاكية وسلوكية وبافوس وبرجة وبمفيلية. (أع11: 27 30، أع 13: 4).
عاد إلى أورشليم بعد أن فارق القديس بولس الرسول برنابا بعد ما حدثت منازعة بينهما. وبعد حضوره مجمع أورشليم، عاد مرة أخرى إلى أنطاكية مع القديس برنابا (أع13: 15 37).
كان يكرز مع القديس برنابا الرسول في قبرص وسلاميس (أع13: 4و5، 15:39).
كان يكرز في كولوسى باسيا الصغرى، كما ذكر القديس بولس في رسالته إلى أهلها (كو4: 10).
كرز في البندقية وأكويلا بإيطاليا.
وأيضًا كرز في روما، وإشترك مع القديس بولس الرسول في تأسيس الكنيسة هناك (كو4: 10و11 فل24 2تى4: 11).
ومن روما ذهب إلى الخمس مدن الغربية ليكرز بها قبل المجيء إلى مصر لتأسيس كنيستها.
من ناحية أخرى.. لا يمكن أن نغفل ما سجله تاريخ الكنيسة المبكر، أن بيت القديس مار مرقس الرسول كان مركزًا لجميع التلاميذ، حيث حدث فيه:
إختفى التلاميذ بعد صلب وموت ودفن السيد المسيح، وقبيل قيامته المقدسة. ولحين جاءت إليهم مريم المجدلية لتخبرهم أنها وجدت القبر فارغًا وأنهم أخذوا السيد (يو20: 1 10). ومرة أخرى لتخبرهم بقيامة السيد المسيح، وأنها رأته (مت28: 6 10 ومر16:6 و7 لو 24: 9 12).
مكث التلاميذ بعد صعود رب المجد إلى السماء، حيث كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة، مع النساء ومريم أم يسوع، ومع أخوته، وذلك في علية صهيون التي هي إحدى قاعات البيت.. (أع1: 12 14).
أختار الروح القدس القديس متياس الرسول بدلا من يهوذا الإسخريوطى. بعد أن ألقى التلاميذ القرعة بينه وبين يوسف (أع1: 15 26).
في يوم الخمسين حلّ الروح القدس على التلاميذ الأطهار، وتكلموا بألسنة، لتبدأ الكرازة والخدمة في الكنيسة منذ هذا اليوم العظيم (أع2: 1 4).
جاء القديس بطرس الرسول، بعد خروجه من السجن بواسطة ملاك الرب، حيث كان التلاميذ والمؤمنون يجتمعون للصلاة من أجله كقول الكتاب".... ثم جاء وهو منته إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس، حيث كثيرون مجتمعين وهم يصلون..." (أع 12: 12 16).
وهكذا.....
صار بيت القديس مار مرقس الرسول أول كنيسة في العالم، وصار مركزًا لكنيسة أورشليم، وصار مقرًا لأسقفها القديس يعقوب اخو الرب، الذي رأس فيه أول مجمع كنسى، وهو "مجمع أورشليم" اذى حضره جميع الآباء الرسل الأطهار، لمناقشة بعض القضايا التي شغلت الكنيسة في ذلك الوقت، وإتخاذ القرارات الحاسمة.(أع 15).