منطقة القلالي
امتدت القلالي إلي حوالي 12 ميلا وهي المسافة بين جبل نتريا وسيليا، ويرجع الفضل في تأسيس المنطقة الأخيرة إلي القديسين أمون وأنطونيوس.
وان ازدهار هذه المنطقة وامتلائهما بجماعة الرهبان وازدياد عددهم في عصر أمون يوضح لنا مدي اهتمام القديس أنطونيوس بذلك المركز الجديد الذي بلغته الرهبنة، ويبين أيضا اتساع المنطقة التي كانت خاضعة لإشراف الأب أمون الذي كان مع ذلك دائم الاتصال بالأنبا أنطونيوس لطلب مشورته، وامتدت سلطات الأب آمون وأصبحت هذه المنطقة ذائعة الصيت وكانت معروفة للقديس مكاريوس الكبير كما أن بعض الإخوة من الإسقيط كانوا يقدرون إلى الأب آمون طلبا للمشورة، ذاك الذي كان متضعًا في طلب مشورة الآخرين في حياته - لذلك أهل لأن يكون صاحب مشورة(2).
وفي حياة القديس أمون تبدو حياة التحول من التنسك إلى الرهبنة أكثر جلاء، مما في حياة القديس أنطونيوس نفسه، ذلك أن القديس أنطونيوس لم يتزوج ومضي من الحياة العادية إلى صفوف نساك القرية قبل أن يتوغل في الصحراء، أما أمون فقد عاش الحياة النسكية لمدة 18 سنة قبل أن يتوحد في جبل نتريا، ولابد أن يكون القديس أمون قد تأثر بحياة القديس أنطونيوس إلى حد كبير وكان يسير حسب مثاله، وقد كان في هذا الوقت مشهورا جدا ولم تنطبع عليه صفات القديس أنطونيوس فحسب، لأن التدريب على النسك كان منتشرا جدا، وكان هناك كثير من النساك المختبرين.