كيف تتحول بعض الاشياء فى الحياه الرهبانيه الى روتين لا حياه فيه بلا فهم و لافائده
+مثال لهذا كلمه اخطيت فى الرهبنه :
سهل جدا ان هذه العباره تتحول الى غطاء يغطى به اى خطأ لكى لا يحاسب الانسان عليه
اى حاجه يقول اخطيت علشان من امامه يقول خلاص الله يسامحك, الله يحاللك و كأن شئ لم يحدث
لا مسامحه و لا معاقبه و لا اصلاح لشئ و لاتوبيخ
لو احد عاتبه يقول له اخطيت (ليك عندى ايه غير كلمه اخطيت )
وربما الشخص الى يقول اخطيت لا يعرف الشئ الذى اخطأفيه
+متى يعرف اذا ذكر التفاصيل :اخطيت فى كذا و كذا و كلما يذكر التفاصيل بدقه كلما يكون جاد فى كلمه اخطيت
من اجل هذا تتلف اشياء كثيره او تحدث اخطاء كثيره او يُجرَح شعور انسان و التلف يغطى بكلمه اخطيت
و الأخطاء و جرح شعور الناس تغطى بكلمه اخطيت وكأن شئ لم يحدث و انتهى الأمر على هذا
+ اى لا يفكر الانسان وهو يقول هذه الكلمه فى الخطأ و عمقه او فى محاسبه نفسه بطريقه جديه و لا يفكر فى من اخطأ اليه , كيف يصلح قلبه من جهته
كل ما يفكر فيه انه ختم بكلمه سلاه ...وقفه موسيقيه اسمها اخطيت
+ ان كلمه اخطيت هى من الاداب الرهبانيه
تدخل فى عمقها و يقولها و هو جاد وهو يعتذرفعلا وهو نادم و هو عارف معناها و تفاصلها
+ و تكون كلمه اخطيت اكثر تأثيرا اذا ذ ّكرت التفاصيل
اى لو راهب زعق و لخبط فى الكلام : يقول اخطيت لانى عليت صوتى و ازعجت هدوء الدير و اخطيت لان اسلوبى لم يكن فيه الادب الكافى و اخطيت فى اللفظ الفلانى لم يكن لائق ...اخطيت فى الحده و العنف
هذا يظهر الانسان انه جاد فيما يقوله و المسئله مش روتين
+ هذا الكلام علشان الراهب فى بدأ حياته الرهبانيه يعرف كيف يتصرف , اذا راهب قال اخطيت على شئ و كرره كما هو, هذا يدل انه لم يكن جاد عندما قال اخطيت . لان كلمه اخطيت الجديه معناها انه شاعر بالخطأ و لم يكرره , لكن اذا كرره يدل ان كلمه اخطيت كانت روتين
لذلك يحدث فى الدير ان كلمه اخطيت تفقد تأثيرها و تفقد معناها الروحى و تتحول الى كلمه روتين
+ بالمثل المطانيات :
مطانيه معناها توبه
هل الذى يضِرِب مطانيه يقدم توبه وتكون عنده مشاعر التوبه , المطانيه عمليه سجود و السجود يحمل خضوع و احترام و تذلل
ام تتحول المطانيه الى روتين مثل كلمه اخطيت و خصوصا اذا كانوا الكلمتين مع بعض ,يقول اخطيت و يضرب مطانيه و هو لا يقصد المطانيه و لا يقصد اخطيت
الرهبنه قالت اعمل كده بيعمل كده دون ان يقصد , و دون ان يهتم بما يفعله
+ لو ان الرهبان يدخلون الى عمق المطانيه لكانت تحدث تأثيراً عميقا فى القلب , لذلك العلمانين الذين لم يتعودوا على المطانيه و لم يدخلوا فى روتينها لو واحد ضرب مطانيه تكون مؤثره و الذى امامه يتأثر و يهتزمنها لانها جاده
( فى مجال المصالحه و ليس فى مجال الأحترام )
+ ان الراهب لو تحولت حياته الى روتين يفقد كثيرا من روحانيته و من حرارته و من جديته و يصبح بتاع شكليات
+ بالمثل يمكن ان يقول عباره حاللنى و سامحنى , الله يحاللك و الله يسامحك , كل واحد يقابل الاخر يقول له حاللنى و سامحنى فيرد الله يحاللك و الله يسامحك و كأن هذه العبارات تحيه او مجامله
تعودنا ان نقول كده دون ان ندخل الى عمق العباره ولا معناها و لا مفهومها
+ مثل كثير من التحاليل العامه : ولا هوّ اعترف و لا هوّ نادم لكن اذا كان فى وقت قراءه التحليل جاد و هو ساجد بيعترف بخطايا
و شاعر بالنعمه الذى يأخذها تبقى ليها معنى تانى
و مثل بعض عبارات الصلاه فى القداس , الناس تقول كروتين دون ان يدخلوا الى اعماق الصلاه
+ هناك طلبه يقولها الشماس كروتين و لا يسمع له احد ( مثل بعد المجمع : القارئون فلقولوا اسماء ابائنا البطاركه الذين رقدوا ...)
لا هناك قارئون و لا هناك احد يقول اسماء البطاركه , لكن هو روتين تعود عليه الشماس و تعود الناس ان يسمعوه و لا يناقشوه مفيش حد بيعمل حاجه
+ هنا نرى الجديه فى الصلوات :
لان بعض صلواتنا تتحول الى روتين , مثل الكاهن عندما يقول : ارينى باسىو يرشمهم بالصليب
هل ندرى هل فى قلبه سلام و بركه للناس؟؟ ام هى حركه طقسيه تعود عليها و على ادائها فى روتين دون ان يقصد ما يقول او يفهم ما يقول
+الكاهن الذى يقول بعمق يعرف الناس ماذا يفعل و يشعرون فعلا بالبركه التى تعطى لهم برشم الصليب عن طريق العباره نفسها
والشعب عندما يرد : و لروحك ايضا ...هل يقصد صلاه من قلبه للاب الكاهن ان يكون السلام لروحه؟؟ ام هو رد روتينى على عباره روتينيه
هنايبدو الفرق بين روحانيه الصلاه التى تقصد ما تقول و تفهم ما تقول بروح و بفهم و بعاطفه
و بين من يصلى بطريقه رو تينيه و يقول كلمات لا يدريها و لا يقصدها لكنه تعود عليها
+ اذا دخلنا فى هذا يمكن ان ندخل فى بعض الصلوات الاخرى و كيف تتحول الى روتين
مثل من يصلى ابانا الذى فى السموات .... وهو لايعنى الفاظها و معانيهاو لا يدخل الى اعماقها و روحياتها و ربما يقولها بسرعه و يصل الى اخرها و كأنه لم يعبرعلى تفاصيل الِطلبات
+ هنا احب ان اقول ملاحظه : احيانا كلما يزداد حفظ الانسان كلما تزداد روتينيته
لو حفظ يقول بسرعه بدون ما يعرف هو بيقول ايه و يمكن ان ينتهى بدون ما يعرف ماقاله ,بهذا الشكل يقول الكثير من المزامير كأنه لم يقل شيئا , هو حافظ و يكّر و يكّر ....
+ يقول مار اسحق : اذا ُحوربت بهذا الأمر قول انا ما وقفت امام الله لأعد الفاظا ً
ممكن مزمور بجديه وروحانية و بعمق يَخرج الشياطين
وفيه واحد يقول 70 مزموراو اكثر و كأنه لم يصلى صلاه واحده مع عمق صلاه الاجبيه و روحانيتها و فائدتهالكن الخطأفى الطريقه التى صَلى بها بطريقه روتينيه
ياليتنا نراجع انفسنا فى صلواتنا و كيف نصليها وهل ندرى الفاظها و معانيها و روحانياتها
+ بالمثل الصوم :
الراهب يصوم كل الاصوام – هل تتحول اصوامه الى روتين
التناول : الراهب يتناول كثيرا هل يتحول تناوله الى روتين ,
ماذا اقصد بالروتين؟؟ انسان تعود التناول- هو يتناول من اجل التعود , و مسأله الاستعداد لا يفكر فيها
او ربما انسان يتناول لان هذا دوره فى الصلاه –لازم يؤدى دوره هل استعد – هل تغير قلبه – هل تائب , ربما لا يفكر فيها اصلا ,ربما لو قال يحلها ربنا معناها فيه ذهن
ربما اصبحت المسأله عاده و دور و ربما مرس
الخدمه و الكهنوت تتحول الى مرس
الدور بتاعه فى الصلاه مرس, و مسأله روحانيه او صلاه ...
+ ليس كل الناس هكذا , فى ناس تصلى فى منتهى الروحانيه
لكن الكلام على من يخطأ و تتحول صلاته الى روتين
مثل المزامير البعض بروتين و البعض بروحانيه و البعض يقول انها قانون , قانون معناها فرض لازم يؤديه , بغض النظر عن
عنصر العاطفه فى الصلاه و الحراره و الخشوع يمكن مش موجود او لا يفكر فيها كثيرا
+ الكنيسه و قدسيه المكان هل تتحول الى روتين ؟؟؟ الذين لا يعيشون فى الدير و يأتون لزيارته يشعرون ببركه المكان و ببركه تراب الدير و ارض الدير و ليس الكنيسه فقط
بركه كل مكان فى الدير – الجدران , يضعون ايديهم على الجدران ليأخذون بركه و بركه البريه نفسها مش بس الدير
و بركه الاماكن المحيطه بالدير و البرارى
+ هل تتحول قدسيه المكان الى روتين و يفقد الشخص شعوره بقدسيه المكان و هيبته و وقاره ام يحتفظ بخشوعه فى الدير وفى الكنيسه
+ اسئله تمر بخاطر الانسان
وانا اخشى ان تتحول الروحانيه الى روتينيه
و تتحول العباده الى عاده
و تتحول المزامير الى تلاوات و قراءات
و تتحول الألحان بكل ما فيها من عمق و روحانيه الى هزات موسيقيه
+ الانسان يجد نفسه اخذ شكليه العباده و ترك العمق الذى فى الداخل , و يعيش فى الحياه الروحانيه زمانا و كأنه لم يبدأ بعد
المسئله تحتاج الى جديه و تحتاج الى فهم وممارسه فى اطار الفهم و الجديه
ان الانسان يقصد من عمق قلبه كل عمل يعمله
نقول اننا نقف وقفه صريحه مع انفسنا فى هذه العناصر و فى غيرها و نشوف معناها
+ مثال الخدمه
لا اقصد الخدمه خارج الدير و انما اقصد الخدمه داخل الدير
انسان يَعطى له خدمه, هل يقصد كلمه خدمه انه يخدم اشخاص او يخدم قطاع معين فى الدير او مسئوليه
ام يتحول الامر عنده من خدمه الى سلطه
و تصبح دائره خدمته هى دائره نفوذه و دائره سلطته و دائره استخدامه لكلمته و هيبته و ربما يتنرفز على غيره , و ربما يشخط ويأمر , وربما يقول لأ حين يكون بأمكانه ان يقول نعم
+ثم نسأل بعد ذلك عن كلمه خدمه ؟؟ نجد انها فقدت الفاظها ( اى الالفاظ لم تعد لبساها مش خايله عليها )
+ و هذا يحدث فى العالم ايضا
واحد خادم كنيسه كذا و هو رئيس كنيسه كذا ( الكلمه روتين و لاتقصد معناها )
و نبحث عن روحانيه الكلمه فلا نجدها
هل انا فى كل عمل ُيعَهد الىّ فى الدير اشعر انى خادم هذا الموضوع
خادم يعنى تحت امر الدير, تحت امر كل واحد يطلب منه
انا خادم هذه المسئوليه مش رئيس هذه المسئوليه , اقوم بخدمه الدير فى الناحيه الفلانيه –ياريت نعمل كده
+ ياريت كل كاهن و هو بيغسل يديه قبل القداس و يقول : اغسل يدى بالنقاوه يكون فعلا يقصد انه يغسل نفسه بالنقاوه لكى يقف نقيا امام الله فى هذه الخدمه , مش مجرد بيغسل يديه و بس كطقس بلا روح , يقصد روحانيه
+ الموضوع فيه تفاصيل كثيره عديده جدا لكن قصدت بهذه الكلمات ان تكون عينات لموضوع الروتين
لكن علينا ان نفكر فى موضوع الروتين فى كل تفاصيل حياتنا الرهبانيه لكى تكون حياه روحانيه عمليه مقبوله امام الله الذى له المجد من الان والى الابد امين
قداسه البابا شنودة الثالث عن
الروتين فى الرهبنه
