رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دير النقلون والقلمون بصحراء الفيوم نجد في القرن الخامس إشارة مرة واحدة إلى أديرة الفيوم، ولكنها إشارة لها أهميتها، فحوالي سنة 444 م. أرسل البطريرك كيرلس الكبير (412-444 م.) إلى كالوزيريس أسقف الفيوم خطابًا ليُقرأ في كل الأديرة خاصة في دير واقع على جبل منعزل يسمى قلمون لمقاومة بعض الأفكار الخاطئة عند بعض الآباء الرهبان بهذا الدير. وبناء على هذا فإن الفيوم كانت منذ أيام نيبوس Nepos قد اشتركت في أنشطة ذلك العصر وتأثرت بها، وقد كان لهذه الحقيقة صدى في الأديرة في الفيوم ونتريا وجماعات أخرى من الرهبان، إذ كان هناك توجيه بشأن بعض الاتجاهات المخالفة (عند تلك الفئة المذكورة). ومجمل القول أنه بالنسبة للموضوع الذي نحن بصدده لا يمكن معرفة على وجه التحقيق التاريخ الذي أصبح فيه دير قلمون مهجورا بعد سنة 444 م.،ربما يكون قد غزاه البربر في هذه السنة ذاتها عندما حصل الهجوم على شيهيت (نابيا أبوت - وهوايت 2 ص 164) وربما حلت به الكوارث حوالي سنة 570 م عند حدوث الغزو الرابع بشيهيت (ايبيد ص 249). وقد جاء في تاريخ حياة الأنبا صموئيل مع ذلك أنه عندما ذهب إلى قلمون للمرة الأولى كان الدير مهجورا مدة طويلة وكانت الكنيسة قد دخلت إليها الرمال (كاونبرج ص 109). وتشير الرسالة رقم "83" للقديس كيرلس الكبير إلى دير قلمون وقد زار بانين وباناو هذا الجبل سنة 300 م.، ومنذ سنة 444 لم يوجد ذكر لنقلون أو قلمون حتى جاء أنبا صموئيل وربط بين هذين الديرين القديمين - وكان غزو البربر من العوامل المختلفة التي ساعدت على فترة الصمت الطويلة. ولا ندع هذه النقطة تمر بدون تحقيق لما لها من الأهمية في إلقاء الضوء على القلمون ونقرر الآن بصفة قاطعة أن الدير الذي أسسه أنبا صموئيل هناك لم يكن أول دير أنشئ في قلمون. وقد ذكر في تاريخ حياته أنه عندما ذهب إلى قلمون كان يسكن في كنيسة صغيرة مهجورة حيث أُخذ أسيرا وأنه عندما عاد من الأسر سكن هذه الكنيسة ذاتها والقلالي المحيطة بها. وتبين المصادر التاريخية أنه ابتداء من منتصف القرن السابع بدأت شهرة دير القلمون تزيد عن شهرة دير نقلون وفاقتها. وهدفنا الآن أن نذكر موجزا التاريخ دير القلمون الذي كان متصلا بحياة أكثر رؤساء الأديرة شهرة في الفيوم وهو الأنبا صموئيل. ولدى الرجوع إلى الصفحات 100-114 كاونبرج Cawenburg (دراسات في أديرة مصر - نابيا أبوت) والى بدج Budge الجزء الثاني ص 341 من السنكسار الحبشي cuna[arion نجد أن كلا من كاونبرج والسنكسار الحبشي يخلط بين إقامة أنبا صموئيل في نقلون أو إقامته في قلمون ثم يصحح كاونبرج رواية أخذه من الكنيسة التي في صحراء قلمون ويذكر عودته إليها من الأسر. وأن سنكسار الإسكندرية جزء 1 ص 142 PO. (جزء 3 - 406 - 8) لا يذكر نقلون Naqlun ولكنه يذكر قلمون فقط - وقد يكون ذلك نظرًا لأن قلمون ونقلون ليسا بعيدين الواحد عن الآخر. كما أن المصادر العربية تذكر قلمون على أنه الدير الذي طرد منه أنبا صموئيل، والمصادر القبطية تذكر هذا الدير على أنه نقلون - والمصادر الحبشية تخلط بين الأثنين - كذلك اميلينو في مبدأ الأمر خلط بين الاثنين باعتبارهما ديرًا واحدًا قارن الجريدة الآسيوية Journal Asiatique عدد نوفمبر وديسمبر 1888 ص 398. وأن هجوم البربر من الصحراء الليبية لم تصل فقط إلى مساكن نتريا التي نهبت على الأقل ثلاث مرات في النصف الأول من القرن الخامس (408 و410 و444) ولكنها تعدتها إلى وادي النيل، ومن المحتمل جدًا أن تكون قد وصلت إلى الفيوم كما حدث مع أنبا صموئيل الذي من القلمون الذي أخذ في الأسر مدة ثلاث سنوات حوالي سنة 635 م. - وسنأتي على تفصيل ذلك فيما بعد (المراجع: 1- نابيا أبوت. 2- دراسة كاونبرج ص 46 - 50، 88 - 122. 3- سنكسار Alex. 141-143 P.O III 405 - 407. 4- ايفيلين هوايت II ص 252 - 255. 5- اميلينو في الجريدة الآسيوية نوفمبر - ديسمبر سنة 1888م ص 261 - 410. 6- مذكرات بعثة الآثار الفرنسية بالقاهرة 1888 516-20-770-89). هذا وإن المجادلات الدينية والغزوات الأجنبية والتدهور الاقتصادي في العصر البيزنطي كان لها أثرها في الفيوم، ودراسة كاونبرج التي تقتصر على هذه المدة (451-640 م.) تشرح هذه الظروف بالتفصيل، وفي حديثه عن رهبان شيهيت ومجمعات الفيوم يبين الصلة الوثيقة بينهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|