هذا هو الله
حين نفكر في الله ، نفكر فيه قويا قادرا ً خالقا ً حافظا ً . قدوس ٌ بار ٌ ساميا ً عاليا ً حكيما ً عليما ً حاكما ً عادلا ً محبا ً ، الله يحب ، الله محبة ومحبة الله ذات الله ، لا صفة ً من صفاته ولا اسما ً ضمن اسمائه بل المحبة ُ الله ، وحين يحب فهو يكشف لنا عن نفسه ، يعلن عن ذاته . يقول لنا : " مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ " ( ارميا 31 : 3 ) ولأنه هو الابدي الازلي ، هكذا محبة الله ابدية ازلية ، منذ وجوده ولن تزول لأنه دائم ٌ لا يزول . بركاته ليست عطاء ً فقط بل اعلان ، ورحمته ُ ليست حنانا ً فقط بل بيان . العطاء اعلان ٌ عن محبته والرحمة نتاج ٌ لمحبته .
" مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ." دوام المحبة ودوام الرحمة . الشمس ترسل اشعتها دفئا ً ونورا ً لتكشف محبة الله . الماء والهواء ، قطرات الماء ونسمات الهواء تعلن محبة الله . الجبل والمحيط . الشجرة والثمرة والزهرة تُظهر محبة الله . الحيوان والنبات . الديناصور واليمامة والنملة تبين محبة الله . فلا تنظر الى عطايا الله وبركاته كهبات ٍ من السيد للعبد . ولا تعتبر رحمة الله وعنايته مسؤولية الخالق للمخلوق بل حب ، محبة ، والمحبة قوية ٌ قادرة ٌ حنونة ٌ رحيمة . محبة الله تدير الكون ، تحرك النجوم والاقمار والافلاك . محبة الله تحفظ الحياة ، ترفع الجبال وتنزل الامطار وتحكم دقات قلب الانسان وتدفع الدم في عروقه وتحرك رئتيه وتحفظ اعضائه ، تؤدي مهامها في نظام . تضع بين اصابعه العوالم وتدور في كفه الاجرام وتسقط من فرجات اصابعه ِ حبة ُ قمح ٍ وقطرة ماء لعصفور ٍ جوعان . هذا هو الله ، هذه محبة الله . ارفع قلبك له دائما ً واعبده ُ ، ومد يدك تتمتع وتنعّم بمحبته .