هل الكتاب المقدس غير كامل بدليل وجود الأسفار المحذوفة منفصلة عنه؟
ج: الحقيقة أن هناك سبعة أسفار وهي طوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ ومكابيين الأول والثاني، بالإضافة إلى تتمة سفري أستير ودانيال، وهذه الأسفار لا تسمى الأسفار المحذوفة بل الأسفار القانونية الثانية.. ولماذا سميت بهذا الاسم؟ لان الأسفار القانونية الأولى التي جمعها عزرا الكاهن لم تشمل هذه الأسفار التي لم تكن كتبت بعد، ولذلك عندما ضُمت للكتاب المقدس دُعيت بالأسفار القانونية الثانية..
وما هي الأدلة على قانونية هذه الأسفار؟
1-الترجمة السبعينية: في القرن الثالث قبل الميلاد، وكذلك ترجمات اكويلا، ويؤدوسيون، وسيمافوس حوت هذه الأسفار.
2- النسخ التاريخية القديمة: مثل النسخة السينائية والفاتيكانية والإسكندرية والقبطية تضمنت هذه الأسفار.
3- وردت هذه الأسفار ضمن الكتب القانونية التي قبلتها الكنيسة الأولى والآباء الرسل، وأثبتها الشيخ الصفي بن العسال في كتابه "مجموع القوانين" وكذلك ذكرها الشيخ اسحق بي العسال، وأيضاُ ابن كبر في كتابه "مصباح الظلمة".
4- عقدت عدة مجامع وأقرت قانونية هذه الأسفار مثل:
أ- مجمع هيبو سنة 393م الذي حضره القديس أوغسطينوس.
ب- مجمع قرطاجنة سنة 397م وسنة 419م
ج- مجمع ترنت للكنيسة الكاثوليكية سنة 1456م حرم كل إنسان لا يؤمن بهذه الأسفار.
د- مجمع القسطنطينية سنة 1642م
ه-مجمع أورشليم للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية سنة 1682م الذي عقده الأنبا دوسيثاوس بطريرك أورشليم، وأصدر المجمع قراره الذي جاء فيه " أننا نعد هذه الأسفار قانونية ونعتقد أنها من الكتاب المقدس لأننا تسلمناها من الكنيسة المقدسة منذ القديم".
و- عيد التجديد الذي ذكره يوحنا الحبيب في إنجيله "وكان عيد التجديد في أورشليم وكان شتاء وكان يسوع يتمشى في الهيكل في رواق سليمان" (يو 10: 22، 23) لم يرد ذكره من قبل إلاَّ في سفر المكابيين الأول (1مك4: 59) كما إقتبس العهد الجديد من هذه الأسفار المقدسة.
ز- استشهد بهذه الكتب واقتبس منها آباء الكنيسة في القرن الثاني والثالث الميلادي ومنهم القديس اكليمنضس السكندري، والقديس ديوناسيوس السكندري، والقديس كبريانوس، والعلامة أوريجانوس، ومن آباء القرن الرابع الميلادي البابا اثناسيوس الرسولي، والقديس امبروسيوس، والقديس باسيليوس الكبير، والقديس يوحنا ذهبي الفم، والقديس ابيفانيوس، ومن آباء القرن الخامس القديس اوغسطينوس.
ح- منذ القرن الأول أقرَّت الكنيسة قراءة هذه الأسفار في الخدمات الكنسية، ويقرأ منها في الصوم الكبير، وأسبوع الآلام، وسفر طوبيا يقرأ بالكامل في الجمعة الأخيرة من الصوم الأربعيني، وفي ليلة أبو غلمسيس تقرأ بعض الصلوات والتسابيح التي وردت فيها.
ومن الذي قام بحذف هذه الأسفار من نسخهم من الكتاب المقدس؟
الذي قام بحذفها الأخوة البروتستانت في القرن السابع عشر لأنها تتحدث عن بعض الأمور العقائدية التي اعترضوا عليها مثل الشفاعة والصلاة من أجل الراقدين، ولكن جميع الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية تعترف بها، وتوجد في نسخة الفلجاتا والطبعات الكاثوليكية للكتاب المقدس، وتوجد في النسخة الرومية التي طبعها الروم الأرثوذكس، كما أن كنيستنا القبطية تحرص على طبعها وتوزيعها إلى أن يحين الوقت وتتمكن الكنيسة من طبع الكتاب المقدس وعندئذ ستطبع كاملًا بما فيه الأسفار القانونية الثانية.