لا موت بعد القيامة
بالقيامة يدخل الإنسان في الحياة التي لا تنتهي, أي الحياة الأبدية, حياة الخلود التي هي حلم كل إنسان على الأرض, ومن اجلها يضبط نفسه, ويقاوم الخطيئة ويفعل البر, لكي يستحق هذا الخلود المملوء فرحاً.
القيامة معجزة جميلة تقدم الحياة المثالية في العالم الآخر, عالم ليست فيه خطيئة على الإطلاق,ولا يوجد فيه حزن ولا بكاء ولا فساد ولاظلم ولاعيب ولانقص,أنه عالم الأبرار الذين كافأهم الله, لو لم تكن هناك قيامة, يتمادى الناس في ملاذ الدنيا, وفي شهواتها وفسادها, غير عابئين بما يحدث فيما بعد, أما الإيمان بالقيامة فأنه رادع الناس, إذا يؤمنون أن العدل سيأخذ مجراه في الحياة الأخرى,ففي الأرض ليس هناك توازن بين البشر, ففيها الغني والفقير ,السعيد والتعيس, المتنعم والمتعذب,وما دام التوازن غير موجود على الأرض فمن اللائق أن يوجد في السماء, ومن لم ينل حقه على الأرض يمكنه أن يناله في السماء, ويعوضه الرب على ما فاته في الدنيا إن كان باراً, كذلك هناك تعويض آخر في السماء لا يأتي إلا بالقيامة, فعلى الأرض يوجد عميان ,ومعوقين, ومشوهون, وأصحاب عاهات, وكل الذين لم تنال أجسادهم حظاً من الجمال أو من الصحة أو من القوة, فمن العدالة أن تقوم أجسادهم في اليوم الأخير بلا عيب, الأجساد التي بالموت تحولت إلى تراب, ستعود بالقيامة إلى الحياة, وكما سبق الله وخلقها من التراب ومنحها الوجود, هكذا أيضا من التراب يعيدها إلى الحياة, ثم بعد ذلك يجعلها تتحد بأرواحها, ويقف الجميع أمام منبر الله العادل, لكي يقدموا حساباً عما فعلوه في الحياة الدنيا خيراً كان أم شراً, أنه يوم الدينونة الرهيب, يتلوه المصير الأبدي لكل البشر, أما النعيم الأبدي أو في العذاب, ولا شك أن عملية قيامة الأجساد هي أسهل بكثير من خلقها, فالله الذي خلقها من التراب هو قادر على أن يعيدها إلى الحياة من التراب أيضا, بل أعمق من هذا هو خلق الأجساد من العدم, لان التراب قبل أن يكون تراباً كان عدماً, ومن هذا العدم خلق الله كل شيء, ولولا القيامة لكان مصير جسد الإنسان مصير أجساد الحيوانات التي تموت فينتهي وجودها بموتها.
المسيح قام حقاً قام