عقيدة الثالوث الوثنية والتثليث المسيحية
بسادة: البعض يقولون أن المسيحية انتشرت في مصر لتشابه عقيدة الثالوث في الوثنية مع المسيحية.. فهل هذا صحيح؟
منير: لقد درست هذه النقطة، واتضح تمامًا أن هناك خلافات جوهرية بين عقيدة الثالوث في المسيحية عنها في الوثنية، وبدأ يقول:
عقيدة الثالوث في الوثنية لم تكن واحدة لكنها اختلفت من مكان إلى آخر.. في طيبا عبد المصريون ثلاثة آلهة "عمون" الإله الأب، و"ثوث" إله الابن، و"خوفس" الإله الأم.
وفي هليوبوليس عبد المصريون الإله "بتوم" الذي يمثل الشمس عند شروقها، والإله "رع" الذي يمثل الشمس وقت النهار، والإله "حورم خوفي" الذي يمثل الشمس عند غروبها.
وفي منف عبد المصريون الآلهة الثلاثة "إيزيس" الزوجة و"أزوريس" الزوج و"حورس" الابن. فقالوا أن "أزوريس" قدم من مكان بعيد إلى أرض طيبة، وكان ذو علم كبير وامتاز بالأخلاق الكريمة، فأحبه الناس، وكذلك "إيزيس" أحبها الجميع لطهارتها ووداعتها وجمالها.. ثم طمع "ست" شقيق "أزوريس" في الحكم فقتل أخيه وأغرق جثته في النيل، وبعد انتشار جثته بكته زوجته وعندما احتضنته عادت إليه الحياة، ثم عاد للموت، أما "إيزيس" فحبلت وولدت "حورس".. وبعد أن كبر "حورس" رفع الأمر لمحكمة العدل التي عزلت "ست" من الملك، وأخذت منه العين الثالثة (علامة الملك) وأعطتها إلى "حورس" الذي وضعها على جثة أبيه "أزوريس" فقام حيًا، وانطلق للعالم السفلي حيث صار ديانًا للأموات، وعبد المصريون إيزيس وأزوريس وحورس.. أما نقاط الخلاف بين التثليث المسيحي والتثليث الوثني فهي:
1- المسيحية تؤمن بإله واحد مثلث الأقانيم، لكن الوثنية تؤمن بثلاثة آلهة.
2- المسيحية تؤمن أن الأقانيم الثلاثة ليس بينهم انفصال، لكن الوثنية تؤمن أن الثلاثة آلهة منفصلون عن بعضهم البعض.
3- المسيحية تؤمن أن الأقانيم الثلاثة متساوون في الأزلية، لكن الوثنية تؤمن أن إيزيس وأزوريس سابقان في الوجود عن ابنهما.
4- المسيحية لا تؤمن بأن هناك زواج أو تناسل بين الأقانيم، لكن الوثنية أمنت بأن الآلهة تزوجت وأنجبت آلهة.
كما إن التلاميذ الذين نشروا المسيحية جميعهم من اليهود المؤمنين بوحدانية الله، فهل يعقل أنهم آمنوا بعقائد وثنية وبشروا بها وهم الذين ضحوا بدمائهم من أجل إيمانهم بالله الواحد؟!