خامسًا: كيف نواجه خطر بدعة اللا طائفية؟
1- بالتوعية:
يجب تنبيه أولادنا وبناتنا وشبابنا: "إحذروا من اجتماعات البيوت". هذه العظة مثلًا تعتبر نوع من أنواع التوعية. حتى لو أن هناك اجتماع سمحت الكنيسة بصفة مؤقتة لِحِكمة معينة ولجذب بعض المسيحيين البعيدين عن الكنيسة أن يُقام في أحد المنازل، فلا بد أن يكون تحت إشراف الكنيسة ولفترة محددة بعدها يتم اجتذاب هؤلاء الناس للكنيسة وحضور اجتماعاتها، لكننا نرفض ونضع مائة علامة استفهام أمام أي اجتماع مُصِرّ أن يستمر في البيت. ليس هناك أي مبرر لذلك لأن الكنيسة حاليًا مليئة بالاجتماعات. هذا نوع من أنواع التوعية.
نوع آخر من أنواع التوعية: لا بد أن نكلم أولادنا في طفولتهم عن العقيدة والإيمان الأرثوذكسي، فينشأ الطفل مُتَشَبِّعًا بالعقيدة الأرثوذكسية.. هذا الطفل صدقوني حتى لو استطاع أحد أن يضحك عليه ويجذبه للكنائس الأخرى وذهب شهر وشهرين سيرجع مرة أخرى لكنيسته؛ لأنه سيشعر أن هناك شيئًا كبيرًا ينقصه لا يجده في أي كنيسة غير كنيسته القبطية. وكمثال: يُمكن تحفيظ الأولاد ترانيم تُعَلِّمهم العقيدة.. فمثلًا يتم تحفيظ الأولاد ترنيمة عن المناولة وأهميتها ونجعلهم يرددون في هذا الترنيمة عبارة: "مأكل حق ومشرب حق" ، ويمكن أن تكون أبيات الترنيمة متضمنة مثلًا جمل مثل: "ولازم آجي القداس، ويثبت فيَّ وأنا فيه".. أو كلام آخر يُعَلِّم الأولاد العقيدة في ترنيمة تشدهم. فينشأ الطفل وهو يعرف عقيدته جيدًا ويحبها، فيتمسك بها عندما يكبر.
2- الاهتمام بالنهضات الكنسية والاجتماعات:
كما اتفقنا أن الطوائف كانت بمثابة الفيروس الذي دخل الكنيسة وجعلها تُكوِّن أجسام مُضادة فأصبح هناك العديد من الاجتماعات والأنشطة في الكنيسة، وكلما كان الاجتماع ناجحًا كلما جذب الناس من بيوتهم. صدقوني أتذكر أنه في أحد المرات أثناء احد الاجتماعات في كنيستنا كان هناك أمطار شديدة وظننت أن الأغلبية لن تحضر (الحاضرين لن يزيدوا عن 50 فرد مثلًا). ولكن حدث أن الذين حضروا في هذا اليوم 600 ولد وبنت تقريبًا. نحن نحتاج أن تكون اجتماعاتنا قوية، وناجحة، وأن نبحث عمن أعطاهم الرب موهبة الكلمة، بلا مجاملة حتى لا تكون الاجتماعات مملة، وحتى تنهض الكنيسة.
3- الافتقاد الرعوي:
يجب أن نعلم أن المنزل الذي تفتقده الكنيسة بانتظام، لن تدخله الطوائف الأخرى لأنه بيت مُحَصَّن وعين الكنيسة عليه،وفي كنيستنا(1) قمنا بعمل جميل أتمنى أن يطبق في جميع الكنائس. بالطبع لدينا كما هو الحال عندكم ما يُسَمَّى "افتقاد جغرافي" حيث يكون كل خادم مسئول عن منطقة معينة وكل كاهن مسئول عن 3 أو 4 مناطق. ولكننا كوَّنا مجموعة من المتطوعين عددهم حوالي 30 رجل وامرأة، يقومون بخدمة تسمى "الافتقاد التليفوني". ونقوم بعمل حملات مدة كل منها ثلاثة أشهر: أحد هذه الحملات مثلًا يتم التركيز فيها على افتقاد السيدات الأرامل (الغير عاملات). ثم يليها حملة أخرى ثلاثة أشهر أيضًا يتم فيها التركيز على الشباب الذي يمتحن ثانوية عامة... وهكذا. بهذه الطريقة أصبحت الكنيسة قريبة من كل بيت لدرجة أن بعض الناس اشتكوا من كثرة الافتقاد وطلبوا من الكنيسة تقليل عدد مرات الافتقاد! طبعًا هؤلاء لم يعد لهم عُذر أو حِجة أن الكنيسة تهمل أولادها. فعندما تقوم الكنيسة بعمل افتقاد منظم، رعوي أو تليفوني.. وعندما تقوم الكنيسة بتوعية الناس، بلقاءات عقائدية يكون الكلام فيها بسيط كما فعلنا اليوم في هذه العظة.. وعندما ننهض باجتماعاتنا فتكون قوية تعليميًا وبطريقة جاذبة.. لن يذهب أبناءنا لاجتماعات أخرى خارج كنيستهم. فلن يفيد أن تقول لابنك "لا تأكل خارج المنزل" إلا إذا وفَّرت له وجبة شهية داخل المنزل. لن يستمع ابنك لكلامك إلا إذا وفرت له وجبة شهية داخل المنزل. هذا المثل فقط لتوضيح الفكرة. أقصد أننا إذا قدمنا لأبنائنا في الكنيسة الإيمان والعقيدة بصورة مبسطة وطبيعية وجذابة، صدقوني لن يخرجوا خارج الكنيسة.
ربنا يعطينا ويعطيكم..
ولإلهنا كل مجد وكرامة الآن وإلى الأبد آمين.
_____