موكب المنتصرين ورؤية ساتورس
" مَنْ يغلِبُ فسأُعطِيهِ أن يَجْلِسَ معي في عَرشِي" (رؤ 3 : 21).
لم تنتهِ إعلانات التعزية لموكب الشهداء بل أن ساتورس قد أعلن الرب له رؤيا عجيبة. وقد كتب هذه الكلمات:
وبينما نحن نتألّم شعَرنا أننا محمولون بأربعة ملائكة والذين كانوا يحملوننا كأنهم لا يلمسونا وكنا نتّجه ناحية الشرق. وكنا نصعد في طريق مائل، وفي الوقت الذي ابتعدنا فيه قليلًا عن الأرض أحاطنا نور وهّاج. فقلت لبربتوا التي كانت بالقرب منِّي: "يا أختي ها هو ما وعدنا به المُخلِّص، نحن نحصل عليه الآن، وبينما كان الملائكة يحملوننا وجدنا أنفسنا في حديقة فسيحة مليئة بكل أنواع الورود والزهور والأشجار العالية التي أوراقها دائمة الاخضرار. ثم فجأة أحاط بنا أربعة ملائكة آخرين وهم يهتفون: هؤلاء هم... هؤلاء هم... ثم أنزلتنا الملائكة لكي يكون لنا نزهة جميلة في الحديقة الفسيحة الهادئة. ثم تقابلنا مع "تيوكندوس وسوتيربيوس وأرثاكي" الذين تم حرقهم أحياء. والحبيب سيكونديوس، فقد دعاه الرب للرحيل مُبكّرًا بينما كان لا يزال في السجن بسبب إيمانه الصحيح فسألتهم عن بقية الشهداء، فقالوا: "تعالوا أولًا نقدِّم الإكرام الواجب لمُخلِّصنا الصالح، فاقتربنا من موضع حيث كانت الجدران تبدو وكأنها مبنيّة من الندى ثم طلب منا الأربعة ملائكة ارتداء الزّي الأبيض: "مَنْ يغلبُ فذلك سيَلْبَس ثيابًا بيضاً" (رؤ 3: 5)، ثم دخلنا ورأينا نورًا كثيفًا وسمعنا أصواتًا تغني في صوت واحد دون توقُّف وهى تقول: "قدوس، قدوس، قدوس" ورأينا في الوسط مثل رَجُل جالس شعره أبيض كالثلج ومع ذلك وجهه كوجه شاب في مقتبل العمر، ولم نستطِع رؤية قدميْه وعلى يمينه ويساره كان يجلس أربعة وعشرون كاهنًا جلوسًا على كراسي من ذهب وخلفه كان يجلس العديد من الناس.
وقفنا أمام العرش ونحن في شدة الانبهار ثم حملنا الأربعة ملائكة وذهبنا لنقبّل الذي كان جالسًا فوضع يده على وجوهنا.
أمّا نحن فقد تعرّفنا على العديد من الإخوة والشهداء، أمّا الغذاء كان عبارة عن عِطر طيب فشبعنا واستيقظت وأنا في قمّة الفرح الروحي.