رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معطلات الحرية الحقيقية إن كنا قد ذكرنا المعنى الحقيقي للحرية يسهل علينا حينئذ أن نكتشف المعطلات التي تعطل حريتنا الحقيقية في المسيح. فلاشك أن أول هذه المعطلات هو عدم الوصول إلى النضج الحقيقي، سواء على المستوى النفسي أو التربوي أو الاجتماعي أو الروحي. كما أن كل إله وهمي يتعبد له الإنسان داخلياً، هو قيد على حريتنا في المسيح سواء شهوة، أو مركز، أو أي شيء من ممتلكات هذا العالم.. كل هذا يجب أن يوضع على المذبح، لكي يحترق بنار الروح القدس، فتنفك أربطة الشيطان التي تستعبدنا للخطية وتتحرر النفس منها. لكن يعطل حريتنا أيضاً مخاوفنا الصغيرة، من أمور كثيرة في هذا العالم، سواء الخوف من المجهول، أو من الظروف الخارجية، أو من الموت "الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً حياتهم تحت العبودية" (عب 15:2)، وحينما ننتقى من شهوة الأشياء حينئذ نتحرر من سطوة الموت. لذلك فأهم القيود التي تعطل الحرية الداخلية هي: 1· عبودية الخطية... "كنتم عبيداً" للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها، وإذ أعتقتم من الخطية صرتم عبيداً "للبر"(رو6: 17). 2· عبودية الذات... الحرية الحقيقية هي تحرر الإنسان من نرجسية ذاته، إلى الاهتمام بالرب يسوع وحفظ وصاياه، ومحبة الآخرين. 3· عبودية الخوف... "إذاً يا أحبائي لم نأخذ روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذنا روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب.. الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله" (رو 15:8،16). ومن هنا ننتقل إلي سؤال مهم في موضوعنا وهو: كيف نمارس حريتنا الحقيقية؟ 1) من خلال إتحادنا بالسيد المسيح في شركة الأسرار الإلهية. 2) من خلال مركزنا كبنين عند الآب فنحن في المسيح إلهنا أبناء. 3) الانقياد بالروح إذ أن الحرية هي ثمرة من ثماره. ولننظر إلي قول معلمنا بولس الرسول "لا تصيروا الحرية فرصة للجسد" (غل 13:5) فهي تعبر عن عدم استغلال هذه الحرية لمصلحة الجسد بل لمصلحة الروح. ومن هنا نختم حديثنا بالسؤال التالي: هل التدين يقيد حرية الإنسان؟! للرد علي ذلك التساؤل نقول: الله يحترم حرية الإنسان لأنه يحبه، والمحبة الحقة تحترم حرية المحبوب، والحب لا يفرض فرضاً وإلا لم يعد حباً بل عبودية، والله لم يرد عبيداً بل أبناء، وهو يريدنا أحراراً نتمتع بالشركة معه، وهذا ما فعله معنا بالصليب والقيامة، إذ حررنا من كل عبودية وأعطانا الغلبة والنصرة بقيامته. إن الله يحبك ويريد لك الحرية والتحرر من الخطية فاثبت أنك ابن حقيقي للمسيح وتحيا حياة القيامة بتركك للخطية والتحرر من العبودية للشهوة والأشياء لتكون شخصية قويه بنعمة المسيح القائم من بين الأموات الذي له المجد والإكرام إلي الأبد أمين. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الحرية الحقيقية والمزيفة |
معنى الحرية الحقيقية، |
الحرية الحقيقية |
الحرية الحقيقية |
الحرية الحقيقية |