الدقة في إنجيل مار مرقس
* من مميزات مارمرقس في كتابته لإنجيله الدقة في الكتابة وسرد الأحداث وذكر تفاصيل كل شيء رغم صغر عدد إصحاحاته (16 إصحاح).
* كتب مارمرقس بدقة في ذكر التفاصيل سواء في المكان أو العدد أو اللون أو الوقت أو الأسماء مما يدل على أن هذا الكاتب (مارمرقس) كان شاهد عيان لكل ما سجله... (لم يسمع ويكتب ولكنه رأى بعينه كل شئ).
من جهة إهتمامه بتفاصيل المكان يقول:
* " ثُمَّ خَرَجَ أَيْضًا مِنْ تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ وَجَاءَ إِلَى بَحْرِ الْجَلِيلِ فِي وَسْطِ حُدُودِ الْمُدُنِ الْعَشْرِ" (مر31:7). وأيضًا قوله " إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ عَلَى الْبَحْرِ وَالْجَمْعُ كُلُّهُ كَانَ عِنْدَ الْبَحْرِ عَلَى الأَرْضِ" (مر1:4).
ومن جهة الأسماء مثلًا يذكر:
* أن متى العشار هو ابن حلفى " وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ رَأَى لاَوِيَ بْنَ حَلْفَى جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ فَقَالَ لَهُ: "اتْبَعْنِي". فَقَامَ وَتَبِعَهُ" (مر14:2).
* وأن بارتيماوس الاعمى هو ابن تيماوس " وَجَاءُوا إِلَى أَرِيحَا. وَفِيمَا هُوَ خَارِجٌ مِنْ أَرِيحَا مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٍ غَفِيرٍ كَانَ بَارْتِيمَاوُسُ الأَعْمَى ابْنُ تِيمَاوُسَ جَالِسًا عَلَى الطَّرِيقِ يَسْتَعْطِي. (مر46:10) وهذه الأسماء لم تذكر في باقى الأناجيل.
* وأن سمعان القيروانى هو أبو ألكسندروس وروفس "فَسَخَّرُوا رَجُلًا مُجْتَازًا كَانَ آتِيًا مِنَ الْحَقْلِ وَهُوَ سِمْعَانُ الْقَيْرَوَانِيُّ أَبُو أَلَكْسَنْدَرُسَ وَرُوفُسَ لِيَحْمِلَ صَلِيبَهُ" (مر21:15)
وأيضًا اهتمامة بالتدقيق في كل شيء فقد ذكر تفاصيل كثيرة في المعجزات:
* ففي معجزة الخمس خبزات ذكر ان الرسل جعلوا الناس يتكئون رفاقًا على العشب الاخضر... صفوفًا صفوفًا مئة مئة وخمسين خمسين " فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوا الْجَمِيعَ يَتَّكِئُونَ رِفَاقًا رِفَاقًا عَلَى الْعُشْبِ الأَخْضَرِ. فَاتَّكَأُوا صُفُوفًا صُفُوفًا: مِئَةً مِئَةً وَخَمْسِينَ خَمْسِينَ" (مر 39:6-40).
* وقوله أيضًا ان السيد المسيح "َكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِمًا. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: "يَا مُعَلِّمُ أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟" (مر38:4).
* وقوله أيضًا في حادثة التجلى "وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدًّا كَالثَّلْجِ لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذَلِكَ" (مر3:9)، وهنا ركز على درجة البياض... لكى يوضح لهم شدة اللمعان.
كذلك إهتم مارمرقس بشرحه للمشاعر والملامح فقد ذكر عن السيد المسيح انه:
1. شعر بروحه " فَلِلْوَقْتِ شَعَرَ يَسُوعُ بِرُوحِهِ أَنَّهُمْ يُفَكِّرُونَ هَكَذَا فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالَ لَهُمْ: "لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِهَذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟" (مر8:2).
2. وإلتفت... شاعرًا في نفسه " الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِرًا فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: "مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟" (مر30:5).
3. وإنه إغتاظ " فَقَالُوا: "مُوسَى أَذِنَ أَنْ يُكْتَبَ كِتَابُ طَلاَقٍ فَتُطَلَّقُ" (مر4:10).
4. وإنه أشفق "إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ" (مر2:8).
5. وإنه نظر إلى الشاب الغنى وأحبه " فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَأَحَبَّهُ وَقَالَ لَهُ: "يُعْوِزُكَ شَيْءٌ وَاحِدٌ. اذْهَبْ بِعْ كُلَّ مَا لَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ فَيَكُونَ لَكَ كَنْزٌ فِي السَّمَاءِ وَتَعَالَ اتْبَعْنِي حَامِلًا الصَّلِيبَ" (مر21:10).
6. وإنه إحتضن الأطفال وباركهم "فَاحْتَضَنَهُمْ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ" (مر16:10).
7. وإنه تحنن "فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَمَدَّ يَدَهُ وَلَمَسَهُ وَقَالَ لَهُ: "أُرِيدُ فَاطْهُرْ" (مر41:1).
8. ونظر بغضب حزينًا "فَنَظَرَ حَوْلَهُ إِلَيْهِمْ بِغَضَبٍ حَزِينًا عَلَى غِلاَظَةِ قُلُوبِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: "مُدَّ يَدَكَ". فَمَدَّهَا فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالأُخْرَى" (مر5:3).
9. وإنه تنهد بروحه "فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: "لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!" (مر12:8).
10. وإنه إنتهر "فَانْتَهَرَهُ وَأَرْسَلَهُ لِلْوَقْتِ" (مر43:1).
11. وإنه إبتدأ يدهش ويكتئب " ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا وَابْتَدَأَ يَدْهَشُ وَيَكْتَئِبُ" (مر33:14).