منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 05 - 2014, 04:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,296

الأساسيات الكنسية للتفسير الكتابي عند الآباء


* إن الأسرار الإلهية تنتمي للعالم الروحي، بينما الإنسان محدود وإدراكه ضعيف مما يعوق المعاينة الكاملة للمجد الإلهي، ولذلك فأي مفسر يحتاج إلى أساسيات تتعلق بالإيمان والحياة الكنسية، وعلى هذا الأساس يلجأ دائمًا القديس كيرلس إلى التعاليم والخبرة الكنسية ويعتبر التقليد الكنسي هو المرشد الضروري للتفسير الكتابي، والأساسيات الكنسية في نظر كيرلس هي:
* الوحي وحضور الروح القدس في الكنيسة.
* التقليد الحي في الكنيسة الذي يشمل الإيمان المستقيم والعقيدة الصحيحة، أي التقليد التفسيري والعقيدي.
* العمل الليتورجى داخل الكنيسة والحياة الروحية النسكية (حياة الفضيلة).

الأساسيات الكنسية للتفسير الكتابي عند الآباء
1- فيما يتعلق بالوحي، فالقديس كيرلس يعتمد على (2تى 16:3) "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم"، وعندما يتعرض للطريقة التي كتب بها الكُتَّاب المقدسين، النصوص المقدسة فهو يعتقد في التقليد الإسكندري الذي يؤمن بأن الكُتَّاب قد قبلوا الكلمة الإلهية بإعلان مباشر من فم الرب وكتبوه بإلهام مباشر من الروح القدس الذي هو وسيط يعلن الكلمة الإلهية لأنه هو الذي يعرف ويفحص أعماق الله (1كو 10:2). الروح القدس يمنح الكاتب الأذن الروحية ليسمع كلمة الله (تفسير إشعياء 2:2 P.G.70, 349D). وفي هذه الحالة لا يفقد النبي قوته ووعيه الذهني، ولا يصير كمجرد أداة ميكانيكية في يد الروح القدس، ولكن بطريقة واعية وتفكير في الأشياء المعلنة يكتب الإعلان الإلهي سواء كان عن طريق السمع أو الرؤى، وهو على ذلك ناقص وليس كاملًا، لأنه يتجاوب ويتمشى مع محدودية الطبيعة البشرية. فالكلمة الإلهية المكتوبة في علاقتها بجوهر الشيء الذي تريد أن تعلن عنه، هي نموذج ومثال ولغز وسر وتحتاج لحضور الروح القدس لكي يعلن المفهوم الروحي العميق المستتر وراء الكلمة. وبناء على ذلك، فالكتاب المقدس يفهم فقط داخل الكنيسة وذلك بالروح القدس الحاضر في الكنيسة. إن الطبيعة البشرية بمفردها لا تستطيع أن تكشف الأسرار الإلهية (شرح يوحنا 11، P.G. 74, 464B). فالحاجة الدائمة إلى عمل الروح القدس في تنقية الذهن وفي تحرره من أي انشغال مادي أو اضطراب معيشي (P.G. 71, 868). الروح القدس ينير الذهن ليفهم ما هو مخفي ومستتر وراء النص اللغوي، لأن الكلمة الكتابية كما قلنا سابقًا هي عادة كلمة لغزية وظلية. إن سر الله هو عطية إلهية للإنسان، لكي يستطيع أن يصل إلى معرفة هذا السر وذلك فقط بغنى النعمة الإلهية (شرح يوحنا 1:4، P.G. 73, 552C). هذا العمل يتممه الروح القدس، الذي يمنح الطبيعة الإنسانية الصلاح أي معرفة الأسرار الإلهية، هذه المعرفة تنير القلب والعقل. لذلك لأجل فهم سليم للكلمة الكتابية يتطلب صلاة نحو الله لكي يرسل نوره لينير العقل (شرح يوحنا 3:4، P.G. 73, 605D).
إذن التفسير الصحيح للكتاب والذي ينتهي إلى الرؤية الروحية، إلى جمال الحق هو عطية الله وعطية السيد المسيح وعطية الروح القدس. (شرح يوحنا 2:3، P.G. 73, 412D). (تفسير إشعياء 4:3، P.G. 70, 800B).
2- من أجل فهم صحيح للكتاب، قد اتبع كيرلس، أثناسيوس في أنه لابد أن نعرف الهدف العام للكتاب، الذي هو سر المسيح، أي التأنس. ولكن عند كيرلس يربط الهدف العام أيضًا بالوحدة الغير منفصلة بين الآب والابن (شرح يوحنا 11، P.G. 74, 509). أو بسر الثالوث (شرح يوحنا 9، P.G. 74, 237A). وبناء على ذلك فإن هدف الكتاب المقدس يتطابق مع الإيمان المستقيم وكل ما يتعلق بعمل تدبير الثالوث،هذا الإيمان يسميه القديس كيرلس "المعرفة الكاملة" التي تتقابل مع دقة العقيدة وتتجاوب مع الهدف الداخلي للكتاب الذي نراه باستنارة الروح القدس. وبهذا المعنى فإن المعرفة الكاملة هي ثمرة التفسير الروحي للكتاب. أيضًا يشدد القديس كيرلس على أن استقامة الإيمان أو المعرفة الكاملة ليست هي فقط الهدف الداخلي للكتاب، ولكن يتعلق أيضًا ب "فكر" الآباء (شرح يوحنا 9، P.G. 74,216C). وإن الفكر الآبائي هو المفهوم الأصح للكتب الإلهية فنحن ملتزمون بالتقليد الحي للآباء والذي يرجع إلى استنارة وعمل الروح الذي صيغ في اعترافات الإيمان (P.G. 77, 109D). هذا التقليد يمثل معيار وعلامة محورية للتفسير الكتابي ولذلك من الضروري أن نقتفى آثار "هدف" الحكمة الآبائية.
3- إن هدف الكتاب المقدس يحيا ويعمل داخل الحياة الليتورجية في الكنيسة. الكنيسة ترتبط مباشرة بتدبير التجسد وتبعا لذلك بهدف الكتاب. لذلك يعطى القديس كيرلس تفسيرًا لجبل صهيون، وجبل الجليل وأورشليم.. على أنها الكنيسة (تفسير إشعياء 2:1، P.G. 70, 68D). لأن سر التدبير الإلهي يتمم بطريقة سرية في الكنيسة، لذلك هي "البيت المقدس للمخلص". كل من يجهل هذا البيت ويكتفي بالتفسير الجسدي (الحرفي) للكتاب ليس لديه إمكانية الخلاص. يشدد كيرلس على أن داخل الكنيسة يستطيع المؤمن أن يرى ويشارك ما تممه المخلص، وبذلك يستطيع أن يخلص (شرح يوحنا 1:2، P.G. 73, 217AB).
إن حياة الإيمان المعاش في الكنيسة والمشاركة في الأسرار الكنسية واختبار حياة الفضيلة اليومية، أمور ضرورية وأساسية للتفسير الصحيح للكتاب.
أخيرًا من كل ما سبق نرى أن القديس كيرلس يرد على التراث غير الأرثوذكسي في التفسير، والمبادئ التي شرحها لنا هي مهمة جدًا لنا اليوم لكي نميز بين التفسير الأرثوذكسي والتفسير غير الأرثوذكسي للكتاب، فالقضية ليست قضية فردية، ولكن هي موضوع الكنيسة الحاملة للإعلان الإلهي والتي بدونها الكتاب المقدس ليس له أي معنى حقيقي إذ يظل لغزًا وظلًا ومثالًا وأمور نظرية مجردة، أما في الكنيسة فيتحقق سر التدبير أي كل ما تممه المسيح عن طريق الأسرار، ويصبح الكتاب متجسدًا ينير العقل ويظهر القلب ويقود الإنسان في مسيرة شركة واتحاد مع الله بواسطة المسيح في الروح القدس حتى يستطيع المؤمن أن يقول مع القديس يوحنا "الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة" (1يو 1:1).
_____
(*) المراجع لصفحات هذا الفصل:
1- مدخل إلى علم الآباء مؤسسة القديس أنطونيوس
2- مقالة عن الآباء والكتاب المقدس د. جوزيف موريس فلتس - أ. جورج عوض
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
خصصت الكنيسة ثلاثة من أيام الآحاد في السنة الكنسية لإكرام الآباء القديسين
الارتباط الاجتماعى يعنى العضوية الكنسية والخدمة الكنسية
لا تهتم الكنسية بهؤلاء عائلات تمر عليها سنوات عديدة لا يزروها أحد من الآباء الكهنة
وحدة يسوع والآب هي المثال الأعلى للوحدة الكنسية
الفن يماثل الحب في كونه غير قابل للتفسير


الساعة الآن 01:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024