الدرس الرابع:
نوح
الكارز بالدينونة العتيدة
...إله واحد طريق واحد...
عاش نوح بعد قايين وهابيل بمئات السنين، ولد خلالها مئات الألوف من البشر. وحاد سكان الأرض عن عبادة الإله الحقيقي وطفقوا يعبدون آلهة كاذبة. فعندما ولد نوح كان العالم في حالة شر مسيطر. فقد أفسد الناس أنفسهم بممارسة أسوأ أنواع الخطيئة التي يمكن أن يتصورها العقل البشري.
"وَرَأَى ٱلرَّبُّ أَنَّ شَرَّ ٱلإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي ٱلأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ... وَرَأَى ٱللهُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ، إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى ٱلأَرْضِ.فَقَالَ ٱللهُ لِنُوحٍ: نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأَنَّ ٱلأَرْضَ ٱمْتَلأَتْ ظُلْماً مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ ٱلأَرْضِ"
(تكوين 5:6و12و13).
وأوصى الله نوحا أن يبني لنفسه فلكا كبيرا وكان هذا ما قد أعده الله لإنقاذ نوح وعائلته من القضاء الرهيب الوشيك الوقوع على ذلك العالم الفاسد. وبينما كان نوح يبني الفلك كان يعظ الناس ويحذرهم من قضاء الله العتيد. فكان يقول لهم أن الله بار وعادل ولذلك فانه سيهلكهم بسبب شرورهم وآثامهم فعليهم أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله فيرحمهم.
ولكنهم لم يصغوا لوعظه ولم يبالوا بتحذيراته بل سخروا منه واستهزأوا به. وحان الوقت الذي أكمل فيه نوح بناء الفلك.
"وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِنُوحٍ: ٱدْخُلْ أَنْتَ وَجَمِيعُ بَيْتِكَ إِلَى ٱلْفُلْكِ، لأَنِّي إِيَّاكَ رَأَيْتُ بَارّاً لَدَيَّ فِي هٰذَا ٱلْجِيلِ"
(تكوين 1:7).
ولم يشأ الله أن يبيد جميع الحيوانات والطيور. فلاستبقاء بعضها أمر الله نوحا أن يأخذ معه إلى الفلك ذكراً وأُنثى من جميع أنواع الحيوانات والطيور. وبعد دخول نوح وامرأته وأولاده الثلاثة ونسائهم إلى الفلك أغلق الرب عليهم باب الفلك. فكان نوح وعائلته والحيوانات والطيور آمنين داخل الفلك. أما جميع الذين استخفوا برسالة نوح وعصوها فكانوا خارج الفلك.
حان يوم قضاء الله الرهيب وابتدأ المطر ينهمر بغزارة من السماء. وكان الطوفان عاما على الأرض. وحاول الناس الهرب إلى التلال والجبال ولكن المياه تعاظمت كثيراً جداً على الأرض
"فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ ٱلْجِبَالِ ٱلشَّامِخَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ كُلِّ ٱلسَّمَاءِ... فَمَاتَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ كَانَ يَدِبُّ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلطُّيُورِ وَٱلْبَهَائِمِ وَٱلْوُحُوشِ وَكُلُّ ٱلزَّحَّافَاتِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَزْحَفُ عَلَى ٱلأَرْضِ، وَجَمِيعُ ٱلنَّاسِ"
(تكوين 21،19:7).
ولم ينج من ذلك الموت الفظيع الذي أرسله الله على الأرض سوى الذين دخلوا الفلك. لقد وجد نوح وعائلته ملجأ أمينا لهم داخل الفلك. أما أولئك الخطاة الذين لم يصغوا لتحذيرات الله لهم بواسطة نوح نَبِيَه فقد هلكوا جميعا.
لقد انصب قضاء الله (المطر) على الناس الأشرار خارج الفلك فأهلكهم وانصب أيضا قضاء الله (المطر) على الفلك نفسه. أما الذين كانوا داخله فكانوا آمنين. لقد أحتمل الفلك قضاء الله، أما الذين كانوا داخله لم يحتملوا شيئا البتة من ذلك القضاء.
ينبغي أن يعاقب الله جميع الذين يخطئون إليه. إن جميع الناس آثمون بخطاياهم لدى الله. فلأنك أخطأت ستقع حتما تحت قضاء الله إن لم يكن لك ملجأ أمين كما كان لنوح. وقد أعد لك الله الرحوم ملجأ تستطيع بواستطه أن تنجو من قضائه العادل. فهل تريد أن تنجو من ذلك القضاء الرهيب المخيف؟
إن الله مستعد أن يغفر لك جميع خطاياك إن التجأت إلى الملجأ الذي أعده هو لنجاتك.
أشكرك أحبك كثيراً
الرب يسوع المسيح يحبكم
جميعاً فتعال...هو ينتظرك
* * * *
والمجد لربنا القدوس يسوع المسيح
دائماً .. وأبداً .. آمين