أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا
وانت تسير في الطريق اليوم هل تسير وحدك ام في رفقة احد ؟ إن كان لديك رفيق فانتما تتجاذبان الحديث ، تقتلان سأم الطريق . وإن كنت تسير وحدك فيجري داخلك حوار ، وتنتاب عقلك افكار . تسمع اصوات ، ذكريات ماضية ، وتعلو اصداء رؤى مستقبلية . اصوات ٌ واضحة ٌ تصدح ، لها صدى ، لها رنين ، لها نغم . وتسمع احيانا ً صوت المسيح يكلمك . صوت المسيح له نبرة ٌ خاصة ٌ مميزة ، نبرة ٌ رفيقة ٌ رقيقة تتهدج حبا ً . يعبر صوته السنين وهو يقول : " أَنْتُمْ أَحِبَّائِي" (يوحنا 15: 14 ) ونبرة ٌ رخيمة رحيمة تختلج عطفا ً . يعلو صوته ُ الجلي ، الغني وهو يقول : " لاَ تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ " ( متى 6 : 25 ) " لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَد " ( متى 6 : 34 ) ِ" اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. " ( متى 7 : 7 ) ونبرة ٌ قوية عفية تدوّي عونا ً ، وبصوت ٍ له سلطان وقدرة يملأ السماء والارض ، يملأ الزمن كله ، الازل والابد ، يقول : " أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا " ( متى 14 : 27 ) ونبرة ٌ دائبة دائمة تتدرج تلازما ً . يمد امامنا وجوده ووعوده . يفرش تحت اقدامنا بساطا ً لا نهاية له ، يقول : " وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ " ( متى 28 : 20 ) صوت المسيح ، صوت الحبيب معك وفيك ولك بكل نبراته . صوته ُ اليوم رقيق ٌ يدعوك لتقبله ُ وتتبعه ُ . صوته ُ حبيب . وصوته ُ فيما بعد صارم ٌ يحاسبك ويعاقبك . صوته ُ رهيب .