رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسباب انتصار المسيحية قدَّمت المُثُل المسيحية إجابة وشبع لأعمق أحاسيس البشرية، التي تمت بالفداء الذي أكمله المسيح، ويحكي لنا التاريخ قداسِة المسيحيين الأولين وطهارتهم وصلاحِهِم وسُمُوِهِم العجيب، تلك القِيَم الروحية المسيحية التي علَّمنا إياها السيِّد له المجد. وإشراق الحياة المسيحية العملية التي مارسها المسيحيون وطبَّقوها بشجاعة وحُب وهدوء نادِر، وكذا المحبة التي أظهرها ومارسها المسيحيون نحو مُضطهديهم، حتى أنَّ يوسابيوس المُؤرِخ الذي عاش وسط الاضطهادات يُسجل لنا ”أنَّ النِساء لم يكُنَّ أقل من الرجال في الدفاع عن تعاليم الكلمة الإلهية ببسالة، حتى أنهنَّ نِلنَ نصيبًا مُتساويًا من الأكاليل من أجل الفضيلة“. المُفارقة بين الديانات، لقد وجد الناس في تعليم الإنجيل والرُّسُل وآباء الكنيسة الأوائِل ما كان يُعوزهم وأشبع نِفوسِهِم، فالتعاليم السامية أسرت نفوس الناس ولكن بدون أن تُجبرهم بالقوة، وهكذا تكلمت المسيحية إلى قلوب الناس بطريقة لم ترقَ إليها أي ديانة أُخرى قط...فالشهيدة بوتامينا اجتذبت بمحبتها ورِقتها وطهارِة جسدها الجندي باسيليدس ليصير شاهِدًا وشهيدًا، والشهيدة بربتوا التي لم تنسَ أن تُغطِّي جسدها بردائها الذي تمزَّق من تعذيب الثيران لها.. يا لها من مُفارقات عجيبة، جعلت الذين من خارِج يشهدون لإله المسيحيين.. جامعية الديانة المسيحية، كانت سبب في انتشارها، فخاطبت قلوب الناس جميعًا، وهذا يُعطينا الوجه الجديد لديانة تتميز عن الديانات التي سبقتها، هذا الوجه هو: الشخصية الجامِعة للمسيحية، فالدعوة هي للجميع، للفقير والعظيم، للمُتعلِّم والبسيط، وكل أحد يتجاوب مع الدعوة حسب قبوله واستجابته، وهكذا قدمت المسيحية لكل جنس ولون ولِسان ما يُشبِع اشتياقات روحه الأبدية. أعطت سِجِلات قديسي الكنيسة العُظماء بُرهانًا على صِدق الإيمان وعلى القوة الإلهية التي يمنحها إله المسيحية للمؤمنين باسمه، والتي ترفعهم لأسمى درجات القداسة والطهارة والشهادة واختباراتِها. ومن الأسباب الرئيسية أيضًا في انتصار المسيحية، أنَّ الاستشهاد لم يكن في متناول من يريده ويشتهيه، فالموت كان يُوافي المُعترِف في نهايِة الآلام، بعد جولات من الاضطهاد والتعذيب الجسدي والأدبي.. لذلك كان بعض الوُلاة والجنود والوثنيين عندما يرون صبر الشُهداء والمُعجزات التي تُصاحِب شهادتِهِم، كانوا يُؤمنون بالمسيح، كانت القيود الحديدية تنكسِر وتنفك من تِلقاء ذاتها، وكانت النيران تُطفأ سريعًا حينما يتقدمون إليها بثبات، وكان المُتفرجون ينظرون إليهم بدهشة يُوقرونهم، الأمر الذي دفع بكثيرين للإيمان بل وللشهادة حتى الدم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
انتشار المسيحية في أوربا |
انتشار المسيحية |
أسباب انتشار مرض الإملاص |
أسباب انتشار ظاهرة التحرش |
عبد الرحمن يوسف سبب انتشار المسيحية في بعض دول شرق اسيا |