التقليد الكنسي والحياة الشخصية
يظن البعض أن حفظ التقليد الكنسي يعني تحطيم الحياة الشخصية للعضو في علاقته بالله وفهمه للكتاب المقدس وممارسته للعبادة. لكن الكنيسة الأرثوذكسية وهي تحت الطريق الوسط المعتدل دون مبالغة أو تطرف تحفظ التقليد الكنسي الذي ينظم الحياة الكنسية ويضع المفاهيم الرئيسية للعبادة ويدخل بنا إلي روح الكتاب المقدس دون أن يحطم العلاقة الشخصية لكل عضو مع فاديه وفهمه للكتاب بطريقة شخصية وتمتعه بالحرية.
نذكر علي سبيل المثال، حينما نعيش في مجتمع له نظمه الاجتماعية وروابطه الأسرية، فإن هذه النظم والروابط في الحقيقة تسند شخصية العضو في الجماعة في نطاق الروح الجماعي ولا تجعل منه آلة تتحرك بغير تفكير.
وإن كانت الكنيسة في أوروبا -في العصور الوسطي- قد حولت غالبية النظم الكنسية والقوانين إلي شرائع جامدة حطمت الكثير من حقوق المؤمن الشخصية، بينما يمارس الإنسان في الغرب حريته الفردية في فهمه للكتاب المقدس حسب فكره الشخصي، وأيضا في تعرفه علي المسيحية بطريقة فردية، فإن الكنيسة الأرثوذكسية في الواقع تسلك في المنتصف.. تقدس الفكر الكنسي الجماعي وتقدر الحياة الشخصية لكل عضو فيها.