منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 05 - 2014, 06:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,260,346

الأسرار والحياة الكنسية

ما أعذب أن أكتب عن الأسرار الكنسية، لأنها في الحقيقة هي تذوق لحب الله الفائق ونعمته الإلهية المجانية. الأسرار ليست إلا ممارسة للإنجيل في الواقع الكنسي الحي، فيها يتكشف المؤمن سر الإنجيل ويتعرف علي الحياة الكنسية الخ.. في اختصار يمكنني أن أقول بأن الأسرار تمنحنا الآتي:
الأسرار والحياة الكنسية
1- التمتع بالنعمة الإلهية عمليا: فإن كان التعليم عن "النعمة الإلهية" هو قلب الإنجيل ومركزه، هذه النعمة نتمتع بها خلال الأسرار كما يؤكد لنا الكتاب المقدس:
سر المعمودية: فيه ننال لا عن استحقاق ذاتي ولا بذراع بشري بل بالروح القدس الميلاد الجديد (يو 3: 3-5؛ تي 3: 5)، التبني لله (غلا 3: 26).
سر الميرون: فيه ننال عطية الروح القدس الذي يعلمنا ويرشدنا ويقدسنا، لننمو حتى نبلغ معا إلي قياس قامة ملء المسيح (أع 8: 17؛ 19: 5، 6).
سر التوبة والاعتراف: فيه يقدم لنا الروح القدس الحل من الخطايا (مت 16: 19).

الأسرار والحياة الكنسية
سر الأفخارستيا: فيه ترتفع الكنيسة كما إلي السماء لتلتقي بالمخلص السماوي، تشارك السمائيين تسابيحهم، وتتناول جسد الرب ودمه لتتحد به وتثبت فيه، فتحيا إلي الأبد (يو 6: 35، 55؛ مت 26: 27، 28؛ 1كو 10: 17).
سر مسحة المرضى: فيه يتقبل المريض الآلام كشركة مع السيد المسيح المتألم، كما ينال المريض غفران خطاياه (بالتوبة والاعتراف) وشفاء جسده (يع 4؛ مر 6: 13).
سر الزواج: ينال العروسان الاتحاد معا ويقيم الروح القدس من بيتهما كنيسة مقدسة للرب.
سر الكهنوت: فيه يعمل السيد المسيح الكاهن الأعظم والفريد في من وهبهم الروح نعمة الكهنوت (مت 28: 19-20؛ أف 4: 11، أع 20: 28، 1 تي 4: 14، 2 تي 1: 6).
هذه الأعمال الإلهية الفائقة هي نعمة الله المجانية التي تقدم للمؤمنين خلال كنيسته.
الأسرار والحياة الكنسية
2- التحام العمل الإلهي المجاني مع الجانب الإنساني: لقد دعيت هذه الأعمال "أسرارًا"، لأنها أعمال إلهية فائقة للعقل، يجد فيها المؤمن الثالوث القدوس عاملا لحسابه، مهتما به ليقيمه ابنًا لله مقدسًا مغسولًا بالدم الثمين، يشارك السمائيين حياتهم العلوية؛ يعمل الله في حياته الروحية، ويهتم به في مرضه الخ.. غير أن هذه الأسرار تحمل روحًا إنجيليًا، أقصد عدم تجاهل الجانب الإنساني.
في أكثر توضيح أقول أن الله في حبه للإنسان أعطاه كرامة خاصة، فيعمل به ومن خلاله دون تجاهل له، ففي سر العماد مثلا لا يمكن لخليقة ما سماوية أو أرضية أن تقيم إنسانًا بشريًا ابنًا لله، هذا من صميم عمل روح الله القدوس، وفي استحقاقات الصليب.. لكنه يتحقق خلال الكاهن.. الله يسر أن يعطي للإنسان هذه الكرامة، لكن يبقي عمل السر من فعل الله ذاته لا الكاهن.
ربما يستصعب البعض هذا الفكر، متسائلًا: لماذا لا يهب الله عطاياه للمؤمن مباشرة دون وساطة الكاهن؟ نجيب بأن الله الكلمة الذي لم يستنكف من أن يصير إنسانا يكرم البشرية كلها بالعمل خلال بشر يدعوهم ويقدسهم واهبا إياهم نعمة الكهنوت.
مع الفارق حينما تجسد الكلمة الإلهي لتحقيق خلاصنا استخدم القديسة مريم، وأخذ جسدا حقيقيا منها، وكان لها دورها الايجابي.. وحسبنا هذا تكريما لجنس البشر. ويبقي الله يطلب من الإنسان عمله الايجابي ليعلن الله ذاته من خلاله.
الأسرار والحياة الكنسية
3- الكشف عن طبيعة الكنيسة: إذ يسيء البعض استخدام هذه الأسرار، فيستغلها للسلطة عوض الخدمة يثورون ضد هذه الأسرار بقصد الثورة علي سلطة الكنيسة، لكن في الكنيسة القبطية يشعر المؤمنون بأمومة الكنيسة وحنوها خلال تمتعهم بالأسرار. فإن كان الثالوث القدوس يعطي بفيض للمؤمنين وبلا حساب إنما يعطي خلال كنيسته الحاملة لصورة السيد المسيح والمتسمة بصفاته.
نذكر علي سبيل المثال، إذ يشعر المؤمن أنه في مياه المعمودية نال الميلاد الجديد، يتطلع إلي الكنيسة كأم أنجبته بالروح القدس ابنًا لله، فتصير بنوته مجالًا لوحدته مع بقية الأعضاء روحيا لا لعزلته واتسامه بالانفرادية. حتى في حياة الزوجية يشعر أنه قبل زوجته واحدا معا خلال الكنيسة المحبة، فيري في علاقته معها صورة لعلاقته بالجماعة المقدسة.
ممارسة الأسرار بالروح والحق، دون استغلال لسلطة ما، يكشف أمومة الكنيسة ووحدتها بل وكيانها الروحي وغايتها نحو خلاص كل نفس بعيدًا عن روح الإداريات والتنظيمات البشرية.
الأسرار والحياة الكنسية
4- الكشف عن فهمنا للخليقة كلها: الله الكلمة الذي يسمو فوق كل مادة صار إنسانًا حقًا، أكل وشرب وعمل.. مقدسًا نظرتنا ليس فقط للجسد الذي أخذه وإنما حتى للحياة اليومية وللمادة التي استخدمها، فلا نري في الأكل نجاسة ولا في الخليقة الجامدة عنصر ظلمة وعداوة.
استخدم الأسرار للخليقة الجامدة كالماء في المعمودية، والزيت في سر مسحة المرضى، والخبز والخمر في سر الأفخارستيا، ووضع أكاليل معدنية في المعمودية والزواج، والملابس الكهنوتية الخ.. إنما يرفع نظرتنا تجاه المادة لنري يد الله التي تقدس كل شيء لحساب خلاصنا!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ممارسة الأسرار الكنسية بوعي
من الأسرار الكنسية في الكتاب سر الزيجة
من الأسرار الكنسية في الكتاب الإفخارستيا
حصريا وعظة الخادم والحياة الكنسية الانبا زوسيما بالموسيقى
النسك والحياة الكنسية


الساعة الآن 06:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024