الأعياد والعبادة
نظمت الشريعة الموسوية سبعة أعياد كبرى. لها قدسيتها وطقوسها، بكونها جزءًا حيًا من العبادة الجماعية، وهى السبت من كل أسبوع، اليوم الأول من كل شهر، السنة السابعة من كل سبع سنوات، سنة اليوبيل، أسبوع الفصح، عيد الخمسين أو الأسابيع، عيد المظال أو الجمع؛ وبعد سبى بابل أضيف عيد الفوريم وعيد التجديد... أما غاية هذه الأعياد فهي بعث روح الفرح والبهجة في حياة المؤمنين، والتمتع بتكريس أيام خاصة للعبادة الجماعية في المحافل (خر12: 16؛ لا 23)، وتذكر وعود الله مع شعبه ومعاملاته معهم، مع تجديد العهد معه على مستوى جماعي ومستوى شخصي. هذا وقد كانت الأعياد طريقا يمهد للتمتع بالسيد المسيح بكونه "العيد" غير المنقطع، ومصدر الفرح الأبدي.
إذ تجسد كلمة الله وصار إنسانًا خضع للناموس، فحضر الأعياد واحتفل بها، لكنه حول الأنظار من الرمز إلى الحق، ومن المظاهر الخارجية إلى الأعماق الداخلية (راجع يو 2، 5، 6، 7، 12)، لكي يهب بهجة العيد خلال تمتع المؤمن بالشركة الخفية مع الله، وقبول أعماله الخلاصية.
الكنيسة القبطية تكاد أن تكون كل أيامها أعيادًا، فإن كانت تتسم بحمل الصليب لكنها تحرص أن يعيش أولادها وسط الآلام في أفراح روحية قادرة بالرب أن ترفعهم فوق الضيق. بمعنى آخر، كنيستنا كنيسة متألمة متهللة على الدوام، أعيادها لا تنقطع، تسابيحها بأنغامها المتنوعة لا تتوقف.