الثورة العرابية
وقف الجيش المصري الذي يضم مسلمين وأقباطا يساند عرابي الذي حاول إبعاد النفوذ الأجنبي ومقاومة طغيان الخديوي توفيق، وإذ أصدر الخديوي أمرًا بعزله، طلب عرابي من يعقوب سامي باشا أن يدعوا إلى عقد الجمعية العمومية، فاجتمعت في وزارة الداخلية يوم السبت 22 يوليو 1882، حضر الاجتماع نحو خمسمائة من كبار المصريين في مقدمتهم شيخ الأزهر، والبابا كيرلس الخامس لتؤيد عرابي. وعلى المستوى الشعبي قدم الأقباط مع المسلمين المئونة للجيش، وانهالت التبرعات لمساندته ليقف أمام الزحف الانجليزي.
للأسف قام رعاع الإسكندرية بمذبحة عظيمة قاسى فيها المسيحيون كل أنواع العذابات فلجأ بعض المسيحيين على اختلاف طوائفهم إلى البطريركية، واضطر غالبية الأقباط إلى ترك الإسكندرية (5)... فحملت الثورة صبغة دينية.
في أثناء ذلك حدثت ثورة المهدي بالسودان، وقبل استيلائه عليه تركه الأقباط وهربوا إلى القطر المصري، وأرغم أسقف السودان وبعض الكهنة والشعب الذين لم يتمكنوا من الهرب إلى ترك الإيمان بعد أن استشهد الكثيرون (6).
_________
1- رمزي تادرس: الأقباط في القرن العشرين، 1911، ج 1، ص 50.
2- توفيق اسكاروس: نوابغ الأقباط ومشاهيرهم في القرن التاسع عشر، 1980، ج 1 ص 82
3- رياض سوريال: المجتمع القبطي في مصر في القرن التاسع عشر، 1984، ص 106 الخ.
4- المرجع السابق، ص 65.
5- القس (الشماس) منسى يوحنا: تاريخ الكنيسة القبطية، 1979، ص 610.
6- المرجع السابق، ص 610.