رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإنسان خُلق من العدم للوجود بحسب تدبير محبة الله، واكتسى بنعمة الحياة لكي لا يعود للعدم والفناء وصار خالداً بسبب نفخة الله التي لا تزول أو تتلاشى، وبسبب الصورة التي خُلِقَ عليها صار قريباً من الله لأن الله هو عله وجوده وسر حياته، ولكن بسبب التعدي على وصية الله ومخالفة إرادته سقط بإرادته فابتعد عن نور الحياة وتسربت الظلمة إليه ولم يعد قادر على الاقتراب من النور، لأن الظلمة لا تحتمل النور بل تهرب منه، وقد صار هناك حاجزاً خطيراً بين الإنسان والله حتى صار الإنسان غير قادر على الاقتراب من محضر الله ولو من بعيد، فكيف وبعد هذا السقوط المروع يُمكن للإنسان أن يذهب لله وهو لا يحتمل نوره وبحسب المكتوب لا يراني إنسان ويعيش، لا لأن الله سيصيب الإنسان بالموت لأن الله يستحيل يخرج منه الموت بل الحياة، لكن لأن الإنسان ظلمة لا يحتمل النور فأنه غير قادر على أن يقترب من الله، لذلك لو لم يكن الله قد جاء أولاً إلى الإنسان فلم يكن استطاع أحد قط أن يقترب إليه ويراه وجهاً لوجه !!! وبسبب ظهور الله الكلمة في الجسد انعتق الإنسان من ميلاده الأول المؤدي للموت، لأن في المسيح نال كل من آمن ميلاد جديد فوقاني بمعجزة عظمى لا يدركها سوى من تذوق نعمة الاستنارة، فدخل في سرّ التبني وأصبح من العيلة السماوية لأنه مكتوب: [ فلستم إذاً بعد غرباء ونُزلاً، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله ] (أفسس 2: 19)
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|