مازال في الوقت وقت
بقدر مالنا من نفس نقية فلنحفظها هكذا، أو من الأفضل أن نزيدها بهاء بينما لا يجب أن يصيبنا اليأس بسبب نفوسنا غير النقية.
لكن الله عندما يعد، فيجب ألا تتشكك بل أن تفعل تلك الأمور التي تستطيع بها أن تحصل على هذه الوعود.
هل فعلت سورا لا تحصى، وهل أخطأت؟، وما أهمية هذا؟، لماذا لم تذهب إلى الجحيم؟، الموضع الذي فيه لا يستطيع أحد أن يقر أو يعترف بخطاياه.
لم ينتهي جهادك بعد، بل أنهض بعزيمة داخل الحلبة، ويمكنك أن تنتصر على كل الهزائم في الجولة الأخيرة.
فأنت لم توجد بعد في مكان الرجل الغني لكي تسمع "بيننا وبينكم هوة عظيمة ".
لم يأتي العريس بعد، ولن يخفي أحد أو يمنع عنك الزيت، مازال في الوقت وقت، مازال في أمكانك أن تشتريه، وتدخره، ولن يوجد أحد يقول لك: "لا يكفي لنا ولكم" فأولئك الذين يبيعونه هم كثيرون: العراة، والجوعى، والمرضى، والمسجونين ....
أعطي طعاما للجوعى، وأكسى العراة، وداوم على زيارة المرضى، وسيأتي الزيت بوفرة من منابعه.
لم يأتي بعد يوم الدينونة. أستفد من الوقت كما ينبغي، وسدد الديون، قل لمن هو مدين بمئة بث زيت، قل له: "خذ شيكك وأكتب خمسين"
أفعل نفس الشيء بالنسبة للمال، وللكلام، وفي كل شيء متبعا مثال ذلك الوكيل.
أما عندما تنتقل إلي الحياة الأخرى، فلن يكون هناك وقت حتى تستطيع أن تفعل أياً من هذه الأمور.
لذلك أنت يا من أخذت كل هذه المهلة الكبيرة، ولم تكن مفيداً، إلا لنفسك ولا للآخرين، فكيف سيمكنك أن تنال هذه النعمة حين تقف بين يدي الديان العادل.
القديس يوحنا ذهبي الفم