سن تحمل المسئولية الأخلاقية
في معظم الدول، يحاسب الشخص على أخطائه الأخلاقية Moral age (أو الإجرامية)، أو انحرافاته السلوكية في سن مبكرة عن سن أي نضج آخر.
فيتحمّل الفتى المسئولية الجنائية ابتداء من سن 15 سنة في بعض البلاد، و17 في أخرى. ويحاكم عن الانحرافات المختلفة التي تصدر منه في سن أصغر من ذلك. ولكنه يرسل إلى إصلاحيات الأحداث.
ومن هنا نرى أن المجتمع يتطلب نضوجًا أخلاقيًا مبكرًا باعتبار أن الأخلاق يجب أن تمتص من البيت والمجتمع منذ الطفولة المبكرة.
يتضح مما سبق، أن نضج الشخصية لا يتم دفعة واحدة، ولا في سن معينة بالذات. ولكنه عندما يتم نضج معظم هذه العوامل معًا يمكن اعتبار الشخص ناضجًا أو أصبح في صفوف الكبار.
ويتأخر النضج، أو أحيانًا يفشل بسبب عدم تدريب الصغار تدريجيًا على ما يستلزمه من الاعتماد على النفس والتدريب على خدمة الآخرين، والخروج من حين إلى آخر بعيدًا عن البيت حتى يتم الفطام النفسي والاقتصادي والسياسي.
وعدم نضح الأفراد سياسيًا يؤثر على نجاح النظم الديمقراطية – وكذلك عدم النضج الأخلاقي يسبب متاعب اجتماعية.
وفى اجتماعات الكبار في الكنيسة ومنظماتها المختلفة، لا يجب أن يشعر القادة أن كل الكبار قد وصلوا إلى تمام النضج – وتخلّف بعضهم أو فشل البعض في تحقيق بعض نواحي النضج لا يستلزم من القادة النقد أو الدينونة، بل يستلزم مضاعفة العناية. ولا يجب أن يفترض قائد اجتماعات الكبار أن ما أخذوه من التربية الدينية في سن الطفولة والشباب كاف لتوصيلهم إلى تمام النضج. بل على اجتماعات الكبار مسئولية مستمرة في تدعيم التربية الدينية وتوضيحها على أسس تناسب حياة ومسئوليات الكبار، كما تكّمل نقائص نضوجهم، وتعمل على استمرار نموهم.