رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موضوع هام للغاية، شغلني فيه الروح القدس طيلة هذه الفترة، لكي أشارككم فيه.. وهدف هذا الموضوع هو أن ندرك في نهاية تأملنا هذا: أننا نحيا ونختبر نتائج خياراتنا التي نتخذها، إن كان في مفاصل مهمة من حياتنا أو خلال حياتنا اليومية. فعندما دعانا الله لكي نقبل خلاصه، كان لدينا الخيار التام، لكي نقبل أو نرفض، ولأننا قبلنا دعوته فنحن اليوم أولاده ولنا الحياة الأبدية، ولو كنّا رفضناها لكان ينتظرنا الهلاك الأبدي. والمبدأ نفسه ينطبق على حياتنا التي نمضيها على هذه الأرض كمؤمنين قبل أن نذهب إلى السماء: نُحدّد خياراتنا، فنحصد نتائجها. مؤمنون كثر يعيشون بعيدين عن خطة الله لحياتهم، وتجتاح أذهانهم تساؤلات كثيرة: لماذا يا رب؟ لماذا يا رب؟ لماذا يا رب؟ وهذه التساؤلات تبدأ الصبح ولا تنتهي عند المساء، مؤمنون يعيشون بعيدين عن وعود الله لأولاده، والتي تمتلئ صفحات الكتاب المقدس بها. والسبب واحد: إنها نتائج خياراتنا !!! بكل تأكيد جميعنا كمؤمنين ودون إستثناء سنجتاز في البرية، سنمر بأوقات صعبة وبامتحانات قد تكون قاسية بعض الأحيان، لكي يهذّب الرب شخصياتنا ولكي ينقينا ويجعلنا حسب قلبه، ولكي يتمّم مشيئته الصالحة لنا.. وهذا ليس أمراً غريباً، وكلمة الله أخبرتنا عن ذلك.. لكن الغريب وغير المألوف أن تكون حياتنا كلها أو أغلبها برية وأوقات صعبة، وهذا ما يعاني منه عدد كبير جداً من المؤمنين، وهذا ما سنحاول الإجابة عنه في تأملنا هذا. أحبائي: إلهنا صالح وهو محبة، ومحبته غير مشروطة، وهو يريدنا أن نحيا منتصرين، فرحين، متمتعين بالسلام والبحبوحة والصحة الكاملة والنجاح.. وأضف ما شئت من العبارات المماثلة.. وكلمته تؤكّد ما أقوله لك: " ... لأنّ الله محبة " (1 يوحنا 4 : 8). " لا تضلّوا يا إخوتي الأحباء، كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار، الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران " (يعقوب 1 : 16 – 17). " لأننـا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدّها لكي نسلك فيها " (أفسس 2 : 10). " الذي لم يُشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين، كيف لا يهبنا أيضاً معه كل شيء " (رومية 8 : 32). أدرجت كل هذه الآيات، لكي أعلن لك عن محبة الله وقصده نحو أولاده، لأننا كثيراً ما ننسى تحت وطأة التجارب والحروب هذه الأمور الجوهرية، ولأن قسماً لا بأس به من المؤمنين لا يعرف من هو في المسيح، ولا يعرف بعمق، قصد الله تجاهه، وعدم المعرفة قد يهلكنا: " قد هلك شعبي من عدم المعرفة " (هوشع 4 : 6). وبعد أن ندرك قصد الله نحونا ومحبته غير المشروطة لنا، وبعد أن نعرف حقوقنا في المسيح، ينبغي علينا أن نعلم علم اليقين، بأنه لا يمكن أن نكون بعيدين عن وعود الله لحياتنا أو أن نحيا حياة الذل والهزيمة دون سبب: " لا تضلّوا، الله لا يُشمخ عليه، فإنّ الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً. لأنّ من يزرع لجسده، فمن الجسد يحصد فساداً، ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية " (غلاطية 6 : 7 – 8). مبدأ كتابي هام للغاية.. فلا يمكن قطعاً أن تكون مدركاً بعمق قصد الله نحوك، ومحبة الله لك، وأن تكون مؤمناً حقيقياً تمتلك الإيمان وتحيا حياة القداسة والشركة اليومية الحقيقية مع الرب، ولا تختبر وعود الله لك بالكامل، وتحيا الحياة المنتصرة التي وهبها لك الرب بعد موته وقيامته وتجريده قوى العدو من سلطانهم عليك.. وبعبارة أخرى ما تزرعه ستحصده.. وبعبارة أخرى أيضاً سوف تحصد بكل تأكيد نتائج خياراتك.. أحبائي: ما أريد قوله اليوم بأنه لا توجد صدفة في حياة المؤمن.. بل الكلمة تقول: " ... لعنة بلا سبب لا تأتي " (أمثال 26 : 2). لا يمكن على الإطلاق أن تأتي لعنات ومصائب وكوارث وأمراض صعبة وما شابهها.. على المؤمن دون سبب.. فتعال نتأمل ببعض الآيات التي توضح لنا الموضوع أكثر: " ها إنّ يد الرب لم تقصّر عن أن تخلّص، ولم تثقل أذنه عن أن تسمع، بل آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم، وخطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع " (إشعياء 59 : 1 – 2). لا يمكن أن تأتي لحظة تقصّر فيها يد الرب عن معونتك عندما تحتاج، ولا يمكن أن تأتي لحظة لا يسمع فيها الرب طلباتك، بل ما قد يحجب صوتك عن أُذُن الرب، وما يُعيق تدخّله لمعونتك، هي خطاياك فقط.. ومن العهد الجديد: " لأنّه إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء، أيها الأحباء إن لم تلمنا قلوبنا، فلنا ثقة من نحو الله، ومهما سألنا ننال منه، لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه " (1 يوحنا 3 : 20 – 22). كلام واضح.. إن لم تلمنا قلوبنا بأننا نقوم بأمور لا تليق بالمؤمنين، أو لم تلمنا بأننا بعيدين عن خطة الله لحياتنا، فمهما.. مهما.. مهما طلبنا منه سنناله بكل تأكيد. خيارات.. ونتائج.. فلا يضل أحد منّا.. ولا يلم أحد الله، لأنّ الكلمة تقول أيضاً: " عندما تسيء حماقة الإنسان إلى حياته، يسخط قلبه على الله " (أمثال 19 : 3). والحماقة قد تعني: عدم معرفة.. عدم أمانة، بعد عن الرب، خطايا لا نرفضها ونقاومها، إتجاه قلب خاطئ.. وهذا ما يأتي بالسوء لنا.. أي نتائج خياراتنا، فسيخط قلبنا على الله ونلومه، ونحن المذنبين. كثيراً ما ينبهنا الرب ويبكتنا الروح القدس على خطايا معيّنة أو سلوك معيّن، ونحن لا نتجاوب، متذرعين بأمور كثيرة، والرب بسبب طول أناته علينا، ومحبته العظيمة، يتأنّى علينا ولا يؤدبنا بالعصا مباشرة، وبدلاً من توبتنا وعودتنا إليه، قد تقسو قلوبنا أحياناً كثيرة، وخياراتنا لا تكون كما ينبغي وكما تعلمنا الكلمة، فنحصد النتائج: " من كثر توبيخه وظلّ معتصماً بعناده، يتحطّم فجأة ولا شفاء له " (أمثال 29 : 1). " لأنّهم أبغضوا العلم ولم يختاروا مخافة الرب، لم يرضوا مشورتي، رذلوا كل توبيخي، فلذلك يأكلون من ثمر طريقهم ويشبعون من مؤامراتهم. لأنّ ارتداد الحمقى يقتلهم وراحة الجهال تبيدهم، أمّا المستمع لي فيسكن آمناً ويستريح من خوف الشر " (أمثال 1 : 29 – 33). أحبائي: موضوع الخيارات والنتائج واضح جداً في كلمة الله، فتعالوا نتوغّل أكثر بهذا الموضوع: " أنظر، قد جعلت اليوم قدامك الحياة والخير، والموت والشر، بما أنّي أوصيتك اليوم أن تحب الرب إلهك وتسلك في طرقه وتحفظ وصاياه وفرائضه وأحكامه، لكي تحيا وتنمو ويباركك الرب إلهك في الأرض التي أنت داخل إليها لكي تمتلكها، فإن انصرف قلبك ولم تسمع بل غويت وسجدت لآلهة أخرى وعبدتها، فإنّي أنبئكم اليوم أنكم لا محالة تهلكون... أشهد عليكم اليوم السماء والأرض، قد جعلت قدامك الحياة والموت، البركة واللعنة. فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك ". (تثنية 30 : 15 – 19). الحياة والخير أم الموت والشر؟ الحياة والموت والبركة واللعنة.. ولكل واحد منّا الخيار.. وبعدها تأتي النتائج.. وما يريده الرب لنا، هو ما قاله في هذا المقطع: " فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك ". رسالة هامة من الرب لكل واحد منّا اليوم.. ما هي خياراتك؟ " أمّا دانيال فجعل في قلبه أنّه لا يتنجّس بأطايب الملك، ولا بخمر مشروبه، فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجّس ". (دانيال 1 : 8). جعل في قلبه !!! لقد اختار النبي دانيال أن يحيا أميناً للرب، جاعلاً في قلبه أن لا يتنجّس بأطايب الملك، بشهوات ومحبة العالم.. متحدّياً أمر الملك، غير آبه بجب الأسود.. والنتيجة كلنّا يعرفها.. والذي لا يعرفها فليقرأ سفر دانيال النبي: لقد غيّر قرار الملك وجعله يؤمن بالرب.. نجا من جب الأسود.. مجّد الله في حياته.. وحظيَ بأعلى المراكز... فهل نجعل في قلوبنا في هذا اليوم أن لا نتنجّس بشهوات ومحبة العالم، وبدنس الخطيئة؟ وتأكّد بأنك لن تختبر في مسيرتك مع الرب سوى نتائج خياراتك.. عندما قال والد الصبي المريض للرب: إن كنت تستطيع شيئاً فتحنّن علينا وأعنّا. أجابه الرب قائلاً له: إن كنت تستطيع أن تؤمن، كل شيء مستطاع للمؤمن (مرقس 9 : 22 – 23). فالمشكلة ليست عند أو في الرب، بل هي دائماً عندنا.. في خياراتنا: تؤمن أو لا تؤمن تكون أميناً للرب أو لا تكون أميناً للرب تحيا حياة القداسة أو لا تحياها تختار أن تكون في ملء مشيئة الرب لحياتك أو لا تكون تختار أن يكون لك شركة وخلوة يومية مع الرب أو تكون فاتراً وبعيداً ولكل خيار نتائج بكل تأكيد !!! ويا ليتنا اليوم وبعد أن تأملنا معاً بكلمة الرب هذه، نتجاوب معها دون إبطاء.. فكلمته لنا تقول: " ... اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم " (عبرانيين 4 : 7). نتجاوب معها من خلال فحص كافة خياراتنا التي اتخذناها، ونتوب توبة حقيقية عن كل خيار خاطئ، لكي لا تبقى نتائجه متحكّمة في حياتنا.. بل أكثر من ذلك.. لكي نحيا ما أعدّه الله لنا. وموضوع التوبة أريد أن أوضحه اليوم، لكي نفضح خداع وضلال العدو.. فالتوبة الحقيقية ليست مجرد إعتراف بالخطيئة التي نرتكبها، بل هي تغيير جذري في الفكر، ينتج عنه تغيير جذري في السلوك، فالكلمة تقول: " من يكتم خطاياه لا ينجح، ومن يقرّ بها ويتركها يُرحم " (أمثال 28 : 13). لأنّ هذا الخطأ الشائع يقع به الكثير من المؤمنين، إذ نتعوّد على تكرار خطايانا دوماً، ونعترف بها دوماً، دون أن نُبدي أمام الرب جدية في التخلّص منها، أو مقاومتها فعلياً، فالخطيئة التي نرفضها فكراً وقولاً وعملاً، هي التي لا تعطّل شركتنا وعلاقتنا بالرب.. لذا لنطلب من الروح القدس أن يتوّبنا توبة حقيقية، وأن يعيننا لكي نترك خطايانا وخياراتنا الخاطئة ونُقلع عنها، فنُرحم من الرب، ونستعيد كل ما فقدناه، ونحيا الحياة الرائعة التي أعدّها الرب لكل واحد منّا.. للرب كل المجد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يعقوب ونتائج الآلام (مز146: 5) |
يعقوب .. ونتائج الآلام |
ما هى اسباب ونتائج الثورة الروسية |
اسباب ونتائج الثورة الامريكية |
ما هى اسباب ونتائج الثورة الفرنسية ؟ |