منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2012, 09:10 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

" ولست أنا بعد في العالم، وأمّا هؤلاء فهم في العالم، وأنا آتي إليك. أيّها الآب القدوس إحفظهم في اسمك الذين أعطيتني، ليكونوا واحداً كما نحن... ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط، بل أيضاً من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، ليكون الجميع واحداً كما أنّك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا، ليؤمن العالم أنّك أرسلتني، وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحد كما أنّنا نحن واحد " (يوحنا 17 : 11 – 22).

إنّها الصلاة العظيمة التي رفعها الرب يسوع المسيح إلى الآب السماوي قبل أن يرتفع إلى السماء، وقد رفعها من أجل تلاميذه ومن أجل الذين سيؤمنون به، أي نحن..
ولو تأملت في الإصحاح السابع عشر من إنجيل يوحنا بكامله، لاكتشفت تشديد الرب على ضرورة الوحدة بين المؤمنين، وليس أي وحدة بل الوحدة التي كانت بينه وبين الآب، لأنّه كان يعلم أهميتها، وكان يعلم أيضاً خطورة أن لا نكون واحداً، وأن يكون بيننا خصومات وإنقسامات، فهو الذي قال:
" ... كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب. وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت " (متى 12 : 25).

وفي بلد كبلدنا، لستَ محتاجاً أن تفكّر كثيراً أو أن تدرس الموضوع بعمق، لكي تكتشف مناخ الإنقسامات والخصومات المهيمن على هذا البلد منذ عقود طويلة. إنقسامات وصلت إلى مستوى البيت الواحد، وقادت الجميع إلى حروب دامية.
والمؤسف في الأمر، أنّ هذه الإنقسامات تسلّلت إلى الكنيسة، جسد الرب، وعلى عكس المتوقع، وهو أن تؤثّر الكنيسة في المجتمع الذي تنتمي إليه، أثّر المجتمع فيها !!!
أضف إلى ذلك حجم وعمق الجرح الذي تُسبّبه الكنيسة لقلب الرب، من خلال الخصومات والإنقسامات التي تكون فيها، إنها تدمي قلبه !!!

قال الرسول بولس لكنيسة كورنثوس:
" ولكنني أطلب اليكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح، أن تقولوا جميعكم قولاً واحداً ولا يكون بينكم إنشقاقات، بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد، لأنّي أُخبرت عنكم يا إخوتي من أهل خلوي أنّ بينكم خصومات، فأنا أعني هذا، أنّ كلّ واحد منكم يقول: أنا لبولس وأنا لأبلّوس، وأنا لصفا، وأنا للمسيح، هل إنقسم المسيح؟ ألعلّ بولس صُلب لأجلكم؟ أم باسم بولس إعتمدتم؟ " (1 كور 1 : 10 – 13).
إنها إحدى حالات الإنقسام والخصام، وقد ترى في أماكن أخرى حالات مختلفة عن هذه، ولكن النتيجة واحدة وهي: الإنقسام والخصام، وبعبارة أخرى، عدم الوحدة التي صلّى الرب من أجلها وشدّد عليها.. وهذا ما يهم الشيطان !!!



من أين تأتي الخصومات والنزاعات والإنقسامات؟
كلمة الرب هي المرجع الصالح الوحيد الذي يجيب على تساؤلاتنا، وليس تحليلاتنا وأفكارنا وتبريراتنا: " من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أليست من هنا من لذّاتكم المحاربة في أعضائكم؟ فأنتم ترغبون في إمتلاك ما لا يخصّكم، لكن ذلك لا يتحقّق لكم، فتقتلون، وتحسدون، ولا تتمكّنون من بلوغ غايتكم. وهكذا تتخاصمون وتتصارعون! إنكم لا تمتلكون ما تريدونه، لأنكم لا تطلبونه من الله، وإذا طلبتم منه شيئًا فإنكم لا تحصلون عليه، لأنكم تطلبون بدافع شرير، لكي تنفقوا في لذّاتكم ". (يعقوب 4 : 1 – 3).

أحبائي: لا ينزعج أحد من هذا الكلام، فهو ليس كلامي، بل كلام الله.. والكلمة تفضح مكر العدو، وخبايا القلب والنفس، لأنّ:
" ... كلمة الله حيّة وفعّالة وأمضى من كل سيف ذي حدّين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميّزة أفكار القلب ونياته " (عبرانيين 4 : 12).

نعم.. إنّ أصل الخصومات تنبع من ذواتنا التي لم تمت بعد، والتي تطلب ما لنفسها، وليس ما للرب أو ما للآخرين.. ليس الرب أولاً في حياتنا مع كل ما تعنيه هذه العبارة من سلوك، ليس أنّه هو يزيد وأنا أنقص، لسنا مفضلين بعضنا على بعض بالكرامة، دوماً نرغب في امتلاك ما لا يخصّنا أو ما لغيرنا، نرغب التدخّل في ما لا يعنينا، نرغب الحكم على الآخرين ومحاولة توجيههم وفقاً لنظرتنا للأمور، نرغب بفرض آرائنا في كل الأمور، ولا نحصل على ذلك، لأنّه ليس في قصد الله لنا، فنحسد ونتذمّر ونتخاصم ونتصارع، والكلمة تقول: " نقتل" أيضًا، ليس قتل فعلي بالطبع، لكننا كم من المرات قتلنا بعضنا البعض بكلام جارح وبمواقف صعبة، جعلت الكثير منّا "قتلى أحياء" ينزفون ويعانون على الدوام من آثار ونتائج ما تعرّضوا له، وكم نجد في وسط شعب الرب إخوة لا يحبّون بعضهم البعض، بل لا يتكلّمون مع بعضهم البعض، والأسباب والتبريرات كثيرة، لكنها بعيدة كل البعد عن كلمة وقلب الرب.

والنتيجة على الصعيد الشخصي، وعلى صعيد الجسد، صعبة للغاية، ولو تواضعنا في هذا اليوم تحت يد الله، وسمحنا للروح القدس أن يفحص دوافعنا ومواقفنا ورغباتنا وعلاقاتنا ببعضنا البعض، لاكتشف كل واحد منّا أنّ هذا الكلام ينطبق عليه بكل تأكيد، وإن كان بنسب متفاوتة..

لكن ماذا لو كنّا واحداً، فماذا سيحصل؟
" فيزول حسد إفرايم وينقرض وتزول عداوة يهوذا، فلا إفرايم يحسد يهوذا، ولا يهوذا يُضايق أو يُعادي إفرايم، وينقضّان على أكتاف الفلسطينيين غربًا، وينهبون بني المشرق معًا. ويستوليان على بلاد أدوم وموآب، ويخضع لهم بنو عمّون ".
(إشعياء 11 : 13 – 14).

ما أعظم نتائج الوحدة بين المؤمنين أيها الأحباء.. فعندما زال حسد إفرايم ليهوذا، وعندما توقّف يهوذا عن معاداة إفرايم، إنقضّوا على الأعداء، واستولوا على مدنهم، ونهبوا الغنائم، وأخضعوا بنّي عمّون..
وهذا رمز لما يحصل في العهد الجديد اليوم عندما نتوّحد.

هل أنت مُحارب ومنهزم أمام أعدائك على الصعيد الشخصي وعلى صعيد الجسد؟
فتّش عن الحسد والخصومات والإنقسامات، لأنّ هذا ما تقوله كلمة الرب:
البيت المنقسم على ذاته لا يثبت، والحسد والنزاع يجعلاننا منهزمين أمام أعدائنا، والعكس صحيح، الوحدة كما هي بين الآب والابن، تجعلنا ننقض معًا على الأعداء فنهزمهم ونخضعهم وننهب الغنائم.
هل الأعداء متجمّعين علينا في هذه الأيام؟
وهل نصلّي ونتشفع ونحارب لكن النتائج معدومة أو قليلة؟
تعال نتأمل معاً أيضاً:
" ولما رأى يوآب أنّ مقدمة الحرب كانت نحوه من قدام ومن وراء، اختار من جميع منتخبي إسرائيل وصفّهم لقاء آرام. وسلّم بقية الشعب ليد أبشاي أخيه، فاصطفوا للقاء بني عمّون، وقال: إن قويَ آرام عليّ تكون لي نجدة، وإن قويَ بنو عمون عليك أنجدتك، تجلّد ولنتشدّد لأجل شعبنا ولأجل مدن إلهنا، وما يحسن في عيني الرب يفعل، وتقدّم يوآب والشعب الذين معه نحو آرام للمحاربة فهربوا من أمامه... ولما رأى عبيد هدرعزر أنّهم قد انكسروا أمام إسرائيل، صالحوا داود وخدموه، ولم يشأ آرام أن ينجدوا بني عمّون بعد " (1 أخ 19 : 10 – 19).
هكذا ينبغي أن نكون مع بعضنا البعض.. نجدة لبعضنا البعض، إن قويَ العدو على أخي، أقوم لنجدته، وإن قويَ العدو علي يقوم أخي لنجدتي، فيهرب الأعداء من أمامنا.

وتأمل معي ما سجّله لنا الروح القدس في هذا المقطع:
قال يوآب لأخيه أبيشاي: تجلّد ولنتشدّد لأجل شعبنا ولأجل مدن إلهنا، وما يحسن في عيني الرب يفعل !!!
الهدف كان من أجل الشعب ككل، ومن أجل الرب..
وهكذا نيات ومقاصد لا بدّ للرب بأن ينجحها.. فلم يكتفِ الرب بهزم الأعداء.. بل قطّع الحلف فيما بينهم، إذ تقول الكلمة: أنّ آرام لم يشأ بعدها أن ينجد بني عمّون..
فهل نفعل نحن ما فعله شعب الرب قبلنا؟
سؤال سأتركه بين أيديكم، ليجيب كل واحد منّا عليه على مسمع الرب.

ماذا بعد:
" وبكّر حزقيا الملك وجمع رؤساء المدينة وصعد إلى بيت الرب، فأتوا بسبعة ثيران وسبعة كباش وسبعة خرفان وسبعة تيوس معزى ذبيحة خطيئة عن المملكة وعن المقدس وعن يهوذا... فذبحوا الثيران وتناول الكهنة الدم ورشّوه على المذبح، ثم ذبحوا الكباش ورشّوا الدم على المذبح، ثم ذبحوا الخرفان ورشّوا الدم على المذبح، ثم تقدّموا بتيوس ذبيحة الخطيئة أمام الملك والجماعة ووضعوا أيديهم عليها، وذبحها الكهنة وكفّروا بدمها على المذبح تكفيراً عن جميع إسرائيل، لأنّ الملك قال أنّ المحرقة وذبيحة الخطيئة هما عن كل إسرائيل " (2 أخ 29 : 20 – 24).

الكل يعلم أن مملكة إسرائيل انقسمت إلى مملكتين بسبب ما ارتكبه الملك سليمان، وقد حصل بينهما حروب كثيرة، لكن ربّما البعض منّا لا يعرف قلب الملك حزقيا، الذي تقول عنه كلمة الله أنّه عمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود أبوه.

فالبرغم من العداوة والإنقسام، وعندما طهّر الهيكل من الرجاسات والأصنام أصرّ على تقديم ذبائح عن كل المملكة وليس عن يهوذا فقط.. لا بل الملفت للنظر أنّه قدّم الذبائح عن المملكة أولاً ثمّ عن يهوذا..
هذا هو قلب الرب أيها الأحباء.. وهكذا رجال يريدهم الرب أن يكونوا اليوم في وسطنا.. رجال يعملون ويسعون للوحدة وليس للتفرقة سواء عن قصد أم عن غير قصد..

من يصنع الوحدة؟ وما هو دور كل واحد فينا؟
الذي يصنع الوحدة هوَ الروح القدس، روح المجد، وهذا ما قاله الرب في صلاته للآب السماوي:
" وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحد كما أنّنا نحن واحد " (يوحنا 17 : 22).
نعم.. الروح القدس، روح المجد عندما يرتاح أن يحل علينا، هو يعرف كيف يصنع الوحدة بيننا..
أمّا دورنا في الموضوع، فهو أن نعطيه الحرية للقيام بهذا العمل..
أن لا نحزن الروح وأن لا نطفئ الروح:
" ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء " (أفسس 4 : 30).

" لا تطفئوا الروح " (1 تس 5 : 19).
وذلك ينبغي أن يكون سيرة حياتنا بكاملها ونحن في هذا الجسد، وأهمّها ما قاله الرسول بولس لأهل أفسس:
" فأطلب إليكم أنا الأسير في الرب، أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دُعيتم بها، بكل تواضع ووداعة وبطول أناة، محتملين بعضكم بعضاً في المحبة، مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام " (أفسس 4 : 1 – 3).
التواضع.. وداعة القلب.. طول الأناة.. محتملين بعضنا البعض..
وأخيراً المحبة.. المحبة التي تتأنّى وترفق.. التي لا تحسد.. لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبّح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شيء وتصدّق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة التي تجعلني أُقدّم أخي على نفسي.. أتنازل عن حقوقي لكي يزيد الرب وأنا أنقص.. المحبة التي لا تسقط أبداً.

هكذا نُعطي الروح القدس المجال لكي يصنع الوحدة بيننا، الوحدة التي تهزم الأعداء، تفرّقهم، تشتّتهم، تمنعهم من التحالف ضدّنا، وتجعلنا ننهب الغنائم، نربح النفوس، نجعل ملكوت الله يمتد، ومملكة الظلمة تتراجع..
والأهم أننا بوحدتنا هذه، نفرح قلب الرب عندما يرانا واحداً كما هو والآب واحد.

وأخيراً لننهي بما قاله يوآب لأخيه أبيشاي:

فلنتشدّد لأجل شعبنا ولأجل مدن إلهنا، وما يحسن في عيني الرب يفعل !!!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
«ليكونوا معه»
” ليكونوا واحداً كما نحن ” ( يو 17: 11)
ليكونوا بلسما لنا
ليكونوا واحد كما نحن ليكونوا هم ايضا واحد فينا ابائيا
ليكونوا واحدًا كما نحن


الساعة الآن 08:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024