التسبيح بالمزامير بداية حياتنا في السماء
خدمة السواعي هي مدرسة المؤمن التي بواسطتها يصل إلى الهدف الذي يسعى إليه، لأن الكنيسة تمثل جماعة تسبيح كاملة لا يفوقها سوى السماء ذاتها. إن التسبيح يجعلنا نحيا حياة السماء ويعدنا لها، وكونه يعدنا لحياة السماء فما ذلك إلا لأن التسبيح بالمزامير هنا يحوى في جوهره التسبيح هناك.
ومنذ البداية فجوهر التسبيح هو تلاوة وتراتيل المزامير، والأهمية التي أعطاها آباؤنا القديسون لهذا الأمر يمكن تجاهلها.
+ فيوحنا كاسيان عند زيارته لرهبان مصر كون فكرة بأن عمل الراهب هو الصلاة، وذلك بحفظ المزامير وتلاوتها مع التأمل فيها.
وله تعبير يثير الإعجاب في وصفه لمعرفة الرهبان العقلية للمزامير وشدة تفاعلهم مع كلماتها فيقول "إنهم عندما يتلون المزامير يظهرون كما لو كانوا يرتجلون (أي كأنها من تأليفهم وصياغتهم)".