شفتاك يا عروس تقطران شهدًا. تحت لسانك عسل ولبن، ورائحة ثيابك كرائحة لبنان
· " شفتاكِ يا عروس تقطران شهدًا. تحت لسانكِ عسل ولبن, ورائحة ثيابكِ كرائحة لبنان" (4: 11).
ماذا يرى العريس في عروسه؟ إنه يراها كالنحلة التي قيل عنها "النحلة ضئيلة بين الطير وشهدها أعذب من يُستساغ من الطعام" (ابن سيراخ 11: 3). إن الشهد والعسل هما ثمرة المثابرة على العمل في صبر وجهاد, فالنحلة تنتقل من زهرة إلي زهرة لتمتص رحيقها حتى تمتلئ وتحوله في داخلها إلي شهد يُشبع الآخرين. · ماذا يرى العريس في عروسه.. إنه يرى تحت لسانها لبنًا وعسلًا.. وكأنه يراها الأرض المقدسة التي تفيض لبنًا وعسلًا (خر3: 8، 17).. إن الأرض التي تفيض لبنًا وعسلًا التي وعد بها الرب شعبه لتكون لهم موضع راحة جسدية وشبع جسدي ومركز للعبادة إنما هي رمز للنفس البشرية التي تصير موضع راحة للرب يستريح فيها, وتفيض – لا لبنًا وعسلًا – بل من ثمر الروح لبنًا وعسلًا روحيًا يشتهيه الله وملائكته ويفيض على الآخرين. · أما عن الشهد الذي يقطر من شفتيها, فيشير إلي كلمات النعمة التي تصدر عنها. أما العسل فكالكنز المخفي تحت اللسان, إنه كلمة الله.. حينما أكل حزقيال كلمة الله صار في فمه كالعسل حلاوة (حز3: 3), ويقول داود "إن كلماتك حلوة في حلقي, أفضل من العسل والشهد في فمي" (118 ف113).. وهي "أحلى من العسل والشهد" (مز 19: 10). ويقول سليمان في الأمثال: "الكلام الحسن, شهد عسل حلو للنفس وشفاء للعظام" (أم16: 24). · "رائحة ثيابكِ كرائحة لبنان" إن الثياب تشير إلي الصورة الخارجية, وكون رائحة ثياب العروس كرائحة لبنان العلي المرتفع, معنى ذلك إن حياتها الظاهرة أمام الآخرين هي حياة السمو والارتفاع الروحي..