هلمي معي من لبنان يا عروس، معي من لبنان. انظري من رأس أمانة، من رأس شنير وحرمون، من خدور الأسود، من جبال النمور
"هَلُّمي معي من لبنان يا عروس معي من لبنان. انظرى من رأس أمانة، من رأس شنير وحرمون من خُدورالأسود من جبال النمور" (نش٤: ٨).
رأينا فيما سبق كيف يتحدث العريس إلى العروس مظهرًا محبته العميقة لها وإعجابه بها وبجمالها وأنه ليس فيها عيبة.. ولكنه في نفس الوقت إذ يرى الأخطار المحدقة بها يدعوها لتصحبه "هَلُّمي معي" حيث النجاة والأمان. وفى نفس الوقت يدعوها العريس لحياة الجهاد الروحي الجهاد الذي يسميه بولس الجهاد القانوني "لا نكلل إن لم نجاهد قانوني".. إن النفس أمامها أعداء روحيين يشبههم بالأسود والنمور!! والرب يحارب عنكم وأنتم تصمتون.. أما هذه الحرب التي يكون فيها الله معنا فنلاحظ عليها:
• إن خرجت النفس محتمية في الرب فإنها بالضرورة تغلب وتنتصر وبدونه تنهزم "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيء".
• إن الله يدعو عروسه أن تخرج من لبنا، حيث حياة السهولة والتنعم لتصارع مع قوات الشر، وهى بصحبة عريسها لتقهر الأسود والنمور.
• مبدأ الخروج هو من رأس أمانة (= الإيمان) فنحن بالإيمان نحيا "أما البار فبالإيمان يحي".
• إن مباهج هذا العالم التي تجتذبنا تخفى وراءها أشد أعدائنا. فلبنان يخفى وراءه الأسود والنمور!! كم من أولاد الله جذبتهم الرغبة الملحة في التشبه بالعالم، وأشياء تبدو أنها بريئة، وسلكوا الطريق التي تظهر مستقيمة في أعينهم.. لكن الرب يكشف الخطر وصوته ينادينا أن نبتعد عن مواطن الخطر.. من رأس الإيمان ومن رأس شنير وحرمون، ينادينا "هلموا إلىّ".
• ونلاحظ أن العريس حين ينذر عروسه من مخاطر الأسود والنمور لا يقول لها "اذهبي وابعدي لأن الخطر قريب منك" بل يقول لها "هلمي معي" هذا هو أسلوب الله. وفى القرب منه كل الأمان. إن كلمة "هلمي" فيها معنى الشركة، وكلمة "اذهبي وابعدي" فيها معنى الانفصال!!