خداع!!
فإن حدث واستطاع أحد الأخوة أن يسلك فترة الاختبار في حذر، وحرص ألا تظهر عيوبه للمجمع، كما لم يستطع الدير اكتشاف أخطائه، ثم ترهب..
يبدأ بعد ذلك في التصادم بالواقع (واقع نفسه) ويصبح من الصعب عليه الاستمرار في الدير، لاسيما وأن فترة الاختبار كما هو معروف عنها إنها قاسية، يتعرض فيها الشاب للإهانة والتعيير والتضييق والإجهاد، وكافة أنواع المسكنة ومظاهرها، مما يترتب عليه رد فعل سئ، وغالبًا ما ينتهي الأمر مع مثل ذلك الشاب بمأساة تترك جرحًا لا يندمل بسهولة.
وأما إن سلك ببساطة وبراءة، وانكشفت أخطاؤه وواجهه الدير بها، وأبدى استعدادًا طيبًا للتخلص منها طالبًا معونة الله، فقد أبان بذلك صدق رغبته وسلامة نواياه في المضي في طريق الجهاد والإماتة.
ويخطئ البعض عندما يظنون أن فترة الاختبار هي فترة تلمذة إذا نجح فيها طالب الرهبنة تمت رهبنته والحقيقة أن حياة الراهب منذ الخطوة الأولى في دخوله إلى الدير حتى نهاية أيامه وانتقاله من هذا العالم، هي فترة تلمذة ينمو فيها الراهب كل يوم في الفضيلة ويتعلم دروسًا جديدة في الحياة الرهبانية.
في فترة الاختبار، يتعرف الشاب على الدير، ويتعرف الدير على الشاب فإذا اتفقا: رهبنوه فرحين مهنئين، وإذا لم يتفقا خشوا عليه من نفسه وخشوا على أنفسهم منه، واعتذروا له في محبة، ونصحوه بطرق سبل أخرى لخلاصه، باثين فيه رجاءًا أنه من الممكن أن يحقق في (بنيه) ما أراد أن يهبه للرب في شبابه.