النوم وافتداء الوقت
كما كان الآباء مقتصدين جدًا في النوم...
بل أن كلمة نوم غير محبوبة في القاموس الرهباني...
فالراهب إذا أراد النوم لبعض الوقت فهو يقول أنه سوف "يستريح قليلًا" إذ قبيح به أن ينام! ويشبع من النوم...
وأتعجب كيف ينام الناس كثيرًا!
إن الإنسان المعتدل ينام ثلث عمره!
تخيلوا شخصًا عمره ثلاثون عامًا نام فيها عشرة أعوام!!
إن النوم هو "موت صغير" إذ يخرج فيه الإنسان خارج دائرة التفاعل مع الحياة والمجتمع، كما ُسمي الموت أيضاَ نوم "لعازر حبيبنا قد نام أذهب لأوقظه" (يو11:11)
إن مَنْ كان مشغولًا بعمل عظيم لا يستطيع الاستغراق في النوم!!
بل أن عُمر الإنسان ُيحسب بما قضاه بالفعل من وقت فيه عمل وسهر وتعب وخير وثمر،
ويقول الآباء "يستطيع شخص ما أن يحقق في ساعة واحدة ما لا يستطيعه آخر في سنوات، إذا كانت نية الأول نشيطة ونيّة الآخر متوانية".
وأتذكر أننا سألنا راهبًا شيخًا ذات يوم عن عدد السنين التي قضاها فقال "ثلاثون عامًا" وعندما مدحناه أردف قائلًا: "ولكنها 30 × صفر"!!
قال ذلك اتضاعًا وكأنه لم ُينجز شيئًا فيها يستحق المديح.