قانونية السفرين
ظهرت خمسة كتب باسم المكابيين يغطي الأولان منها الفترة التي سبقت مجيء المسيح، ولاسيما من وقت اعتلاء أنطيوخس أبيفانيوس العرش وحتى وفاة سمعان وتولي ابنه هركانوس (أي الفترة من 176 إلى 134 ق.م.). غير أن الكنيسة قبلت السفرين الأولين فقط، بينما رفضت الثلاثة الباقية، إذ رأت السفرين اللذين قبلتهما يتفقان في الوحي مع بقية أسفار الكتب المقدسة القانونية، وكما شرحنا سابقًا في أسفار طوبيا ويهوديت والحكمة وسيراخ وتتمه سفري استير ودانيال، فقد رفض اليهود مثل هذه الأسفار لكونهم لم يجدوها في الأصل العبري، مع أنه اتضح بالأدلة العلمية والتاريخية، أن جميع الترجمات المتاحة حاليًا لها أصل عبري مفقود، أما من جهة اللغة العبرية والتي يشترط اليهود أن تكون الأسفار مكتوبة بها أصلا فهم يعتبرونها "لغة الوحي" أو "لغة السماء" أو "اللسان المقدس". يضاف إلى ذلك أن الأسفار الثلاثة الباقية تورد أحداثًا لا تتعلق بنبوات كتابية، لاسيما السفران الثالث والرابع واللذان يتحدثان عن ثورة يهود الإسكندرية في القرن الأول الميلادي.
ولكن الكنيسة قبلتهما (أي الأول والثاني) منذ البداية جنبًا إلى جنب مع بقية الأسفار التي يؤمن بها اليهود أنفسهم. كذلك قبلتهما جميع الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية. وهكذا دخل السفران لائحة الكتب القانونية منذ البداية.
ويتضح لنا من الكتابات التي وصلتنا للآباء بدءا من القرن الثاني، أنها كانت معروفة ومعترف بها، وقد سبقهم في الاستشهاد بها بعض كتاب أسفار العهد الجديد كم سيجيء بعد قليل.