الذين قبلوه صاروا أعضاءه
لكن هنا طاعة الإنجيل في الإيمان بالمسيح، وفي قبول المخاض الروحي في المعمودية الذي هو حميم الميلاد الجديد هو الشرط لنصير أعضاءً في جسد المسيح. ولذلك بالرغم من أننا نقول إنه هو رأس الجنس البشرى، لكن المقصود هم جماعة المؤمنين لأن الأعضاء التي تنتسب إليه وتنال شرف العضوية في جسده هم المؤمنون باسمه، من أجل هذا يقول: "وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ الَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ" (يو1: 12، 13).
وكما يقول القديس أمبروسيوس؛ وفعل المعمودية ومغفرة الخطايا والآثام والذنوب والتجديد بواسطة الروح القدس، فقد شدد القديس على ضرورة المعمودية معلنًا إنه إن لم يُعَمَد الإنسان باسم الآب والابن والروح القدس لا يمكن أن يقبل غفران خطاياه، ولا يسكن فيه الروح القدس، ولا ينمو في النعمة الروحية،ويشدد إنه لا يمكن دخول ملكوت الله إلا من خلال المعمودية حتى الأطفال كذلك، مع ملاحظة أن الشهداء ينالون المعمودية بالدم إن لم يكونوا قد اعتمدوا قبل شهادتهم.
وبالرغم من أن السيد المسيح قد أصبح رأس الجنس البشرى إلا أنه رأس اختياري يتوقف على قبول الإنسان أن يولد منه. أي أن هذا الرأس بالرغم من أنه هو الرأس الحقيقي، لكنه يبقى منتظرًا قبول الإنسان أن يوجد عضوًا فيه، كما قلت سابقًا يسألك الله: هل تحب أن تولد منى؟ مستعد. لأن ربنا لا يرضى أبدًا أن يفرض نفسه على أحد.