دعاه القديس بالاديوس "العظيم بوسيدونيوس". كما قال: "الأمور التي تُروى عن القديس بوسيدونيوس Possidonius الطيبي كثيرة جدًا، يصعب وصفها كلها، فقد كان وديعًا، لطيفًا، صبورًا، محتملًا للآلام، نفسه صالحة، لا أعرف إن كنت قد التقيت بإنسانٍ مثله قط". عاش معه في بيت لحم لمدة عام، خارج دير "الرعاة" على ضفة Pophyrites بالقرب من المدينة، وقد قال له: "لم أتكلم قط مع إنسانٍ لمدة عام كامل ولا سمعت صوت إنسان. لم آكل خبزًا بل كنت أبلل ما بداخل سعف النخل، مع عسل برّي متى وجدته". كما روى له أنه إذ دخل في تجربة قاسية وترك مغارته لكي يسكن مع الناس وقد سار يومًا كاملًا، وبسبب إنهاك قوته لم يسر في ذلك اليوم كله سوى حوالي ميلين، تطلع إلى الوراء فوجد فارسًا يبدو من مظهره أنه نبيل أو شريف يحمل على رأسه خوذة. حسبه رجلًا رومانيًا، فرجع ثانية إلى مغارته ليجد خارجها سلة بها عنب وتين طازج، فحمل السلة إلى داخل المغارة فرحًا وامتلأ تعزية، وكان يأكل من السلة لمدة شهرين. روى لنا أيضًا قصة سيدة حامل كان بها روح نجس، وإذ جاء وقت الولادة تعذبت جدًا، فجاء رجلها إلى القديس وسأله أن يأتي إلى بيته ليصلي من أجلها، وقد ذهب معه القديس بالاديوس، وهناك صليا، وأخرج القديس الروح الشرير من المرأة وولدت. يختم حديثه عنه بما قاله له القديس. انه لمدة أربعين سنة لم يأكل خبزًا، ولا سكن فيه غضب من جهة إنسانٍ لمدة نصف عام.