داود قيثارة الروح القدس
هكذا كان داود النبي.. وهكذا تسميه الكنيسة السريانية الشقيقة في ألحانها. هذا الإنسان الذي هو مدرسة روحية للكل بمزاميره وتراتيله ومشاعره الفياضة. كان شاعرًا، وكان موسيقارًا إلى جانب أنه كان نبيًا وراعيًا للغنم. وكان ملكًا وكان قائدًا للجيش، لكنه كان إنسانًا مرهف الحس والشعور.
ويعتبر داود مثل قيثارة للروح القدس استطاع الله من خلال هذه القيثارة أن يعزف سيمفونية جميلة حتى بما في حياته من أخطاء!! فقد استطاع الرب أن يحولها لمنفعة الكثيرين، فمن الممكن أن يكون في القيثارة أحيانًا أو في الآلات الموسيقية عمومًا وتر إن لعبت عليه بمفرده تجد أن صوته مزعج، لكن إن دخل مع الأوتار الأخرى يعطى نغمات جميلة في يد موسيقار يحسن العزف، هكذا كانت حياة داود فيها أوتار جميلة الصوت وفيها أوتار مزعجة لكن بين يدي الله صارت حياة داود بكل ما فيها من بر وخطية سيمفونية جميلة رائعة يستطيع أن ينتفع منها كل إنسان.
ونختم بعبارة قالها قداسة البابا شنودة الثالث -أطال الله حياة قداسته- في تأمل له عن داود في توبته:
هذه القيثارة المحطمة اشتدت أوتارها مرة أخرى.
وأرسلت لحن تسبيح وفرح وعرفان بالجميل.
وغنّى هذا الحزين ورتل مبتهجًا وقال:
"أُعَظِّمُكَ يَا رَبُّ لأَنَّكَ نَشَلْتَنِي
وَلَمْ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي"
"حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ"