يا رب افتح شفتاي
داود النبي في توبته قال في المزمور: "يَا رَبُّ افْتَحْ شَفَتَيَّ فَيُخْبِرَ فَمِي بِتَسْبِيحِكَ" (مز51: 15).. هذه ثمرة من الثمار الروحية في حياة الإنسان التائب. فعليه أن يبحث أين علاقة الحب والمناجاة والتسبيح.. الإنسان الذي لا يعرف كيف يسبح الله، ماذا يفعل عندما يدخل السماء، وليس هناك في السماء سوى ملائكة روحانية تسبح وتمجد الله؟!!.
هذا الإنسان تكون أفكاره متجه باستمرار للأمور الروحية السمائية. يفرح بأي كلمة روحية جميلة.. وكأنه أكل وجبة دسمة كما يقول المرتل: "هَكَذَا أُبَارِكُكَ فِي حَيَاتِي. بِاسْمِكَ أَرْفَعُ يَدَيَّ. كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ تَشْبَعُ نَفْسِي وَبِشَفَتَيْ الاِبْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي" (مز63: 4، 5). أي أني أرفع يداي أمامك يا رب في الصلاة فتشبع نفسي وكأنها أكلت أكله شهية لذيذة دسمة.
لذلك فالإنسان التائب الذي يعيش حياة روحية سليمة مع الله يجد أن أسعد أوقات حياته هي أوقات الصلاة ولذلك يقول القديس يوحنا ذهبي الفم}إذا وجدت إنسانًا لا يحب الصلاة فاعلم أنه ليس ساكن فيه شيء صالح بالمرة{. لماذا؟ لأن من يحب الصلاة هو إنسان يفرح بالوجود في حضرة الله، ومن يفرح بالوجود في حضرة الله يأخذ من الله.. فأعمال البر التي يعملها كلها صادرة من الله الساكن فيه؛ الله الذي هو واقف أمامه، الله الذي يعرفه حق المعرفة.