بين مجد الجهاد وعار الخطية
لقد عرضنا القصة بهذه الصورة لكي نبرز الفرق بين داود رجل الله الذي هو حسب قلب الله ويصنع كل مشيئته، وبين داود الذي انحدر إلى أسفل وارتكب أبشع الخطايا حتى إنه صار عدوًا لنفسه... وما السبب في كل هذا؟ السبب هو أن داود توقف عن الجهاد الروحي، قال في نفسه نأخذ فترة هدنة!! بالنسبة لنا اسمه الجهاد الروحي بالنسبة له (حسب مفاهيم العهد القديم) هو الجهاد من أجل الله لأنه يحارب حروب الرب.
أخطر شيء بالنسبة للإنسان أن تمر على حياته فترات يعتبر نفسه فيها إنه غير محتاج إلى الجهاد الروحي. ومثل هذا الإنسان يخاطبه الرب في سفر الرؤيا قائلاً: "لأَنَّكَ تَقُولُ إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَائِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ" (رؤ3: 17).
فى الوقت الذي نشعر فيه إننا غير محتاجين إلى الجهاد الروحي، هذا هو الوقت الذي من الممكن للشيطان أن يصوب فيه سهامه الروحية في مقتل بالنسبة لنا، ومن الممكن للإنسان أن يرتكب خطايا لا يمكن أن يتصور في يوم من الأيام إنه من الممكن أن يرتكبها في حياته.