وسجدوا له إلى الأرض
ولما رآه بنو الأنبياء الذين في أريحا قبالته قالوا قد استقرت روح إيليا على أليشع، فجاءوا للقائه وسجدوا له إلى الأرض، وهذا السجود ليس سجود العبادة إنما سجود الاحترام، كما سجد يعقوبلعيسو أخيه عندما جاء ليسترضى وجهه إذ سجد له سبع مراتٍ (انظر تك33). وأيضًا إبراهيم أب الآباء سجد لبنى حث عندما أعطوه مغارة حقل المكفيلة ليدفن سارة امرأته (انظر تك23)، سجد لهم سجود الشكر.
هناك سجود الشكر، وسجود الاعتذار، كما أن هناك سجود الاحترام، فسليمان الملك وهو جالس على عرشه عندما دخلت أمه؛ قام وسجد أمامها وأجلسها عن يمينه وسألها ماذا تطلب (انظر 1مل2).. هكذا عندما رأى بنو الأنبياء أليشع وقد استقرت عليه روح إيليا جاءوا للقائه وسجدوا له إلى الأرض، وقالوا له: "هُوَذَا مَعَ عَبِيدِكَ خَمْسُونَ رَجُلاً ذَوُو بَأْسٍ، فَدَعْهُمْ يَذْهَبُونَ وَيُفَتِّشُونَ عَلَى سَيِّدِكَ، لِئَلاَّ يَكُونَ قَدْ حَمَلَهُ رُوحُ الرَّبِّ وَطَرَحَهُ عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ أَوْ فِي أَحَدِ الأَوْدِيَةِ. فَقَالَ: لاَ تُرْسِلُوا. فَأَلَحُّوا عَلَيْهِ حَتَّى خَجِلَ وَقَالَ: أَرْسِلُوا. فَأَرْسَلُوا خَمْسِينَ رَجُلاً، فَفَتَّشُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَمْ يَجِدُوهُ. وَلَمَّا رَجَعُوا إِلَيْهِ وَهُوَ مَاكِثٌ فِي أَرِيحَا قَالَ لَهُمْ: أَمَا قُلْتُ لَكُمْ لاَ تَذْهَبُوا؟" (2مل2: 16-18).