الله يخفي لاهوته عن الشيطان
عندما أغوى الشيطان حواء قال لها تعالى انظري هذه الشجرة "فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت، وأعطت رجلها أيضًا معها فأكل" (تك3: 6). والشيطان لكي يفعل ذلك اختفي في الحية "وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية" (تك3: 1).
فقال السيد المسيح سوف أسقى الشيطان من نفس الكأس التي سقاها للبشر. فأتى ابن الله الوحيد -كلمة الله- وتجسد وأخ في لاهوته عن الشيطان وأتى في صورة إنسان. وأصبح الشيطان متحيرًا إن كان هو كلمة الله أم لا؟
فأحيانًا يقول لا؛ لأنه عندما صام على الجبل جاع أخيرًا، وبدأ الشيطان يشك ويجربه والسيد المسيح كان يخفي لاهوته عنه. وظل هكذا حتى غضب الشيطان منه لأنه كان يصنع معجزات كثيرة ويبشر بحياة القداسة والتوبة ويجذب الناس إلى محبة الله فقرر أن يتخلص منه.
فعلق السيد المسيح على الصليب. والصليب صنع من خشب الشجر ويقول القديس مار أفرام السريانى }على الصليب عُلقت الثمرة{ وقال الرب للشيطان: هل ترضى أيها الموت أن تبتلع هذه الثمرة المعلقة على هذه الشجرة؟ والمقصود بالموت هنا هو إبليس.
قال: نعم سوف ابتلعها. وفتح الموت فاه لكي يلتهم هذه الثمرة المعلقة على الشجرة. لأنه رآها شهية للنظر وجيدة للأكل لكن عندما ابتلع الموت هذه الثمرة ابتلع الحياة فكانت النتيجة أن ابُتلع الموت من الحياة. كأن تبتلع حجرة مظلمة مصباحًا موقدًا مضيئًا، فالظلام يتبدد.
فمن هو الذي ابتلع الآخر؟؟ هل الظلام هو الذي ابتلع النور؟ أَم النور هو الذي ابتلع الظلام؟!.
إن هناك نوع من السمك الصغير عندما يبتلعه السمك الكبير؛ فالسمكة الصغيرة تأكل بطن السمكة الكبيرة من الداخل حتى تثقبها وتخرج منها وتتغذى عليها. فمع أن السمكة الكبيرة هي التي ابتلعت الصغيرة، لكن الصغيرة هي التي أكلت الكبيرة. فكما قال القديس مار أفرام السرياني}الموت ابتلَع الحياة فالموت ابتُلِع من الحياة{.
فالجحيم ابتلع الحياة ولكنه لم يستطع أن يحتمل الحياة في داخله.