ضحايا العيون
اخاف من اى امرأة تزورنى وهى تخفى عينيها وراء نظارة سوداء..
ومهما كانت جميلة ومهما كانت عيونها ساحرة الا اننى افضل دائما العيون بلا سواتر او ظلال..ان النظارة السوداء تجعل بينى وبين العيون حواجز كثيرة انها تخفى اشياء وربما كانت تكذب احيانا واخطر انواع الذكاء امرأة اعتادت ان تعلم عيونها الكذب..قليلا ما تكذب العيون لأن الانسان يستطيع أن يحرك يديه وان يمشى على قدميه وان يتكلم او يمنع نفسه من الكلام ولكن لغة العيون غير قابلة للمصادرة الا اذا اغلقت عينيك او اخفيت ما فيها خلف نظارة سوداء..ان الساسة يستخدمون النظارات السوداء فى كل المناسبات لأنها تخفى الحقيقة وحين ترتدى المرأة النظارة وهى تجلس مع رجل تحبه او يحبها فهى تحاول ان تخفى شيئا..أنها فقط تريد أن ترتكب كذبة خفيفة او ربما تحاول أن تجعل الحديث من طرف واحد فهى تراه ولكنه لا يراها..وقديما قالوا تكلم حتى اراك والحقيقة أن اللسان يكذب كثيرا ولكن العيون هى المنطقة الوحيدة فى الانسان التى قليلا ما تعرف الكذب ولكنها اذا عرفته أدمنته فتجد الدموع التى تتدفق بلا مشاعر وترى البريق الذى يحملك بعيدا وتكتشف فى النهاية أن المرأة التى احببتها تخدعك بنظرة بريئة وتكذب عليك فى لحظة صمت بقناع كاذب..هناك أشخاص يكذبون بألسنتهم وآخرون يكذبون بصمتهم ولكن أسوأ أنواع الكذب هو كذب العيون ولا ادرى هل يمكن لطبيب العيون أن يعرف وهو يتفحص عينا جميلة كم كذبت وكم خدعت وكم عدد ضحاياها فى رحلة الحياة..لقد تطور العلم كثيرا ودخل الأطباء الى سراديب القلوب وعرفوا مسيرة الشرايين والدماء وحركة النبض ولكنهم لم يعرفوا شيئا عن تاريخ هذا القلب وكم مرة أحب وكم مرة كره ومتى تعذب ومتى افاق..وهكذا هو السر أيضا فى العيون حين يجلس الطبيب أمام عيون جميلة وهو لا يعرف كم مرة كذبت وماذا تخفى وراء نظارتها السوداء وأين ذهب ضحاياها
الشاعر الكبير فاروق جويدة