رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
احترزوا من الأنبياء الكذبة بدأ السيد المسيح يحذّر تلاميذه من البدع والهرطقات التي يحاول الشيطان بها تضليل العالم فقال: "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة، من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنبًا، أو من الحسك تينًا؟ هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثمارًا جيدة، وأما الشجرة الردية فتصنع أثمارًا ردية، لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثمارًا ردية، ولا شجرة ردية أن تصنع أثمارًا جيدة. كل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تقطع وتلقى في النار. فإذًا من ثمارهم تعرفونهم" (مت7: 15-20). المظاهر الخارقة للطبيعة اعتاد عدد كبير من شعبنا أن يندفع وراء المظاهر الخارقة للطبيعة والتي قد تكون نتيجة قوى السحر أو الشعوذة أو بعمل الشيطان الذي يحاول تقليد أعمال الله الحقيقية. وقد أورد الكتاب المقدس أمثلة لهذه الأمور. ففي سفر أيوب نرى أن الشيطان قد قام -بسماح من الله- بأعمال خارقة للطبيعة في تخريب ممتلكات أيوب جميعها، وفي قتل كل أبنائه في وقت واحد. استطاع أن يُنزل نارًا من السماء لحرق كل حقوله ومواشيه، وأن يهدم البيت حيث كان أبناؤه كلهم مجتمعين فقتلهم معًا. واستطاع أكثر من ذلك -أيضًا بسماح من الله- أن يضرب جسد أيوب كله بقرح رديء. وكان بإمكانه إمعانًا في الخداع أن يرفع هذا القرح الرديء الذي ضربه به. لذلك حذّر معلمنا بولس الرسول من إنسان الخطية ابن الهلاك الذي سيأتي في بداية عصر الارتداد ويدعى أنه هو المسيح "الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين" (2تس2: 9، 10). وسيصل الأمر إلى عبادة هذا المضل الذي سيصنع كثيرًا جدًا من المعجزات ويهلك الكثيرين، كما أنه سيضطهد المؤمنين الحقيقيين اضطهادًا مريعًا، ويقتل النبيين أخنوخ وإيليا في جبال أورشليم. لذلك فليست المعجزات وحدها هي التي تدلنا على صدق صاحب النبوة. وليست الأمور الخارقة للطبيعة وحدها هي التي تدلنا على من هو مؤيد من الله أو من يعمل روح الله بواسطته. المسألة تحتاج إلى فحص عقيدة الشخص وما ورد عنه من نبوات سابقة وما ينادى به من تعاليم إن كانت أرثوذكسية مستقيمة أم لا. وكذلك فحص سيرته وما يعمله في حياته الخاصة وفي علاقته بالآخرين. لهذا قال السيد المسيح: "من ثمارهم تعرفونهم" (مت7: 20). فعلى سبيل المثال إذا فحصنا حركة شهود يهوه التي ظهرت سنة 1876 م. في الولايات المتحدة نرى أن مؤسسها هو "تشالز رصل" من بنسلفانيا. ولد سنة 1854م، وكان ينتمي أولًا إلى الكنيسة البروتستانتية، وبدأ من سن 16 سنة ينحرف في أفكاره، ثم تتلمذ على السبتيين عندما كان عمره 24 عامًا. وقد ادعى معرفة اللغات اليونانية واللاتينية والعبرية. ثم ظهر جهله بها جميعًا. وأنه لم يتلق أي تعليم. كما أنه لم ينل أية درجة كنسية. ادعى أن الله يوحى إليه ما يقوله في تفسير الكتاب المقدس. ثم قال بحضور المسيح سنة 1874، وأن الحصاد قد بدأ سنة 1878 وأن يهوه قد أجلس المسيح على العرش سنة 1914م ليبدأ الدينونة. رُفعت ضده بعض قضايا، منها قضية من امرأته تطالب بنفقة في خلافه معها. وقضية من المزارعين الذين خدعهم وباع لهم ما أسماه بالقمح العجائبي (كبذور). وقد توفى تشالز رصل سنة 1916 وخلفه القاضي رزفورد. وقد أصدر كتبًا كثيرة. وتنبأ بمجيء إبراهيم أبى الآباء، ومعه مجموعة من الأنبياء! وبنى لهم قصرًا في كاليفورنيا كلّفه 75 ألف دولار وقتذاك. ولم يحضر أولئك الأنبياء فتعبت نفسيته. وقد أصدر شهود يهوه كثيرًا من الكتب والنبذات.. وأسسوا لذلك جمعية الكتب والكراريس. ثم برج المراقبة Watch Tower وترجموا مؤلفاتهم إلى عشرات اللغات (انظر مقال "في اللاهوت المقارن - شهود يهوه - بدعة مركبة تضم العديد من البدع" مجلة الكرازة بتاريخ 14 مارس 1997). أنكر شهود يهوه السيد المسيح وانطبق عليهم قول معلمنا بطرس الرسول: "ولكن، كان أيضًا في الشعب أنبياء كذبة. كما سيكون فيكم أيضًا معلمون كذبة، الذين يدسون بدع هلاك. وإذ هم ينكرون الرب الذي اشتراهم، يجلبون على أنفسهم هلاكًا سريعًا. وسيتبع كثيرون تهلكاتهم. الذين بسببهم يُجَدَّف على طريق الحق. وهم في الطمع يتجرون بكم بأقوال مصنعة، الذين دينونتهم منذ القديم لا تتوانى وهلاكهم لا ينعس" (2بط2: 1-3). وإذا لاحظنا سيرة مؤسس هذه البدعة الشيطانية التي تنكر الرب الذي اشترانا، نرى أن حياته ممتلئة من الأضاليل والحيل، ولم يسلك لا في الحق العقائدي، ولا في الحق في سلوكه مع الناس، بل كانت حياته كلها كذبًا. إيلين هوايت يعتبر السبتيون أن السيدة إيلين هوايت Ellen G.White هي نبيتهم، صاحبة الرؤى والأحلام والإعلانات السمائية. ويضعون كتاباتها في مرتبة الكتب المقدسة، ويعتبرون أن ما ادعته من رؤى وأحلام هي إلهام وإعلان من الله لجماعة مجيئيو اليوم السابع Seventh - day Adventists وكان ويليام ميللر William Miller المولود في الولايات المتحدة الأمريكية في 15 فبراير سنة 1782م في ولاية ماساتشوسيتس قد استنتج في سنة 1818م بعد دراسة للكتاب المقدس لمدة عامين أن نهاية العالم ستكون في سنة 1843م، واستمر ينشر فكره حتى انتهت سنة 1843م، ولم يأت المسيح لنهاية العالم، واستنتج أحد أتباعه ويدعى صموئيل سنو Samuel Snow أن المسيح بالحساب الأدق سوف يأتي في يوم الكفارة العظيم في الشهر السابع اليهودي من سنة 1844م، وبالتحديد في يوم 22 أكتوبر، ولما لم يتحقق أيضًا مجيء السيد المسيح في ذلك التاريخ أصيبت حركة ويليام ميللر بالإحباط الشديد، وأطلقوا على ذلك اليوم اسم "الإحباط الكبير" The Great Disappointment (انظر كتاب Seventh-Day Adventist By Antony A. Hoekema طبعة سنة 1990م- الناشر Eerdmans Michigan). بعد ذلك ادعت الآنسة ايلين هارمون Ellen Gould Harmon في يناير سنة 1845م وسنها وقتئذ 17 سنة أن الرب قد أراها في حلم أن المسيح سوف يأتي في المستقبل الفوري،ولما لم يتحقق ذلك ادعى أحد قيادات الحركة أن المسيح في 22 أكتوبر سنة 1844م قد انتقل من القدس السماوي إلى قدس الأقداس، وبهذا بدأ "الكفارة النهائية" للخطاة. وفى الفترة ما بين سنة 1840م وسنة 1850م دخل تعليم "تقديس يوم السبت" إلى هذه الجماعة حيث أدخل هذا التعليم جوزيف باتس Joseph Bates واقنع الجماعة به وكان منتميًا إلى جماعة "معمدانيو اليوم السابع" Seventh-Day Baptists من قبل. وقد ادعت إيلين هارمون هوايت التي تزوجت جيمس هوايت James White أنها قد رأت حلمًا يؤكّد حتمية حفظ السبت اليهودي بالنسبة للمسيحيين. وكانت إيلين هوايت قد أصيبت برمية حجر أثناء وجودها في المدرسة في الجانب الأيسر من جبهتها كاد يودى بحياتها، وأصاب مخها بتدمير سيئ حتى أنها لم تتمكن من استكمال دراستها الرسمية بالمدرسة، ولكنها اعتبرت رسولة من الله إلى جماعة ويليام ميللر. وفى سنة 1861م تم تسجيل هذه الجماعة باسم كنيسة مجيئيو اليوم السابع Seventh-Day Adventist Church وتوفيت السيدة إيلين هوايت سنة 1915م عن عمر 87 عام، ولكنها لم تحضر المجيء الثاني للسيد المسيح، ومع ذلك فهي مكرمة بطريقة عالية في جماعة السبتيين. وكانت إيلين هوايت قد استبدلت أسلوب الأحلام بادعاء زيارات في الساعة الثالثة صباحًا لملائكة كانوا يخبرونها بما ينبغي أن تكتبه. وغالبًا كانت تؤكد برؤاها ما سبق أن بحثته الجماعة وأقرته من عقائد، ولكن كتاباتها احتوت على كثير من الأخطاء والمغالطات العلمية. ففي كتابها عن "الهبات الروحية" Spiritual Gifts ادعت أن السبب الرئيسي في تدمير العالم بالطوفان كان هو التلاحم (أي التزاوج والإنجاب) بين البشر والحيوانات، وقالت أن الأنواع المختلطة التي لم يخلقها الله لم يأخذها نوح معه إلى الفلك لأنها خليط بين البشر والحيوانات، بينما أثبت العِلم استحالة التزاوج للإنجاب بين البشر والحيوانات. وقد سببت أخطاء إيلين هوايت التعليمية مشاكل كثيرة لجماعة السبتيين. فهل تصلح أن تكون نبية؟ (كتاب Seventh-Day Adventists - False Prophets لمؤلفه Wallace D. Stattery وهو عضو سابق في جماعة السبتيين خرج عليهم وألّف هذا الكتاب). كيف نميز الأرواح من المهم جدًا أن نميز الأرواح هل هي من الله "لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم" (1يو4: 1). هؤلاء يدسون بدع هلاك. لهذا قال يوحنا الرسول: "لا تصدقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح، هل هي من الله؟" (1يو4: 1). ونرى مثلًا التيار الخمسيني الذي يدّعى عمل المعجزات والتكلم بالألسنة، كما نرى السبتيون وشهود يهوه والمورمون يدّسون بدع هلاك. ونرى "حركة الدهر الجديد" New Age Movement وما فيها من تعاليم خطرة جدًا على المسيحية. إلى جوار ما ظهر من بدع متعددة في تاريخ المسيحية مثل البدعة الأريوسية والبدعة النسطورية وكثير غيرها. يلزمنا إذًا أن نعرف كيف نميز الأرواح ونتدرب على ذلك. قال السيد المسيح: "كل من هو من الحق يسمع صوتي" (يو18: 37). وقال أيضًا: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو14: 6). لذلك يلزمنا أن نطلب إرشاد وقيادة روح المسيح لنا، لأنه هو "روح الحق" الذي يرشدنا إلى جميع الحق (انظر يو16: 13). يلزمنا أن نتضع جدًا أمام الله ونطلب الامتلاء من الروح القدس، ليعمل روح الله فينا، ويرشدنا إلى الحق الذي في المسيح -بشرط أن يكون ذلك بعيدًا عن روح الغرور وحب الظهور. ويلزمنا أن نطلب بلجاجة الحكمة التي من الله، وأن نكون ثابتين في التعليم الرسولي الآبائي، ولا يحملنا كل ريح تعليم (انظر أف4: 14). ولا نعتمد على فهمنا الخاص، ولا نفرح بكل ما هو جديد ومخالف لما تعلمناه من الآباء الكبار معلمي البيعة. لذلك قال معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: "وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه أناسًا أمناء يكونون أكفاء أن يعلّموا آخرين أيضًا" (2تى2: 2). وقال له أيضًا: "احفظ الوديعة الصالحة بالروح القدس الساكن فينا" (2تى1: 14). ويلاحظ هنا أهمية الروح الواحد الذي يجمعنا مع الآباء الذين تسلّمنا منهم الإيمان المسلّم مرة للقديسين. فالذين يتهمون الكنائس الأرثوذكسية المحافظة بالجمود؛ عليهم أن يتذكروا أن الثبات هو وصية رسولية (انظر 2تى3: 14، 2بط1: 19). فلننظر إلى ما آل إليه حال الكنائس أو الجماعات التي لم تحفظ أرثوذكسية التعليم والتقليد الرسولي والالتزام بالكتب المقدسة، وكيف صارت حاليًا تدافع عن أو تبارك زيجات الجنس المثيل وتبيح العلاقات السابقة للزواج، كما أنها تقبل خلط العقائد المسيحية بالعقائد الوثنية مثلما يحدث في ديانة العصر الجديد New Age Religion. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان |
احترزوا من الأنبياء الكذبة |
متى 7: 15- 19 احترزوا من الأنبياء الكذبة |
خطر! احترزوا من الأنبياء والمعلمين الكذبة! |
احترزوا من الأنبياء الكذبة |