عن الصوم يخبرنا القديس مار اسحق السرياني فيقول :
الصوم المقدس
مار اسحق السرياني
"وأما أنت فمتى صمت، فاِدهن رأسك، واغسل وجهك، لكي لا تظهر للناس صائمًا، بل لأبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" (مت 6: 17-18).
بدأ مخلصنا عمل خلاصنا بالصوم، وهكذا يليق بكل الذين يريدون أن يقتفوا أثر خطواته أن يبدأوا جهادهم على هذا الأساس.الصوم هو السلاح الذي أسسه الله، فكيف لا يُلام من يحتقره؟!
إن كان مُعطي الناموس قد صام بنفسه، فكيف لا يصوم من وجب عليهم طاعة الناموس...
كان ربنا هو قائد النصرة ومثالها الأول، فقد توّج طبيعتنا بأول إكليل للغلبة....
إذ يرى الشيطان إنسانًا يحمل هذا السلاح يخاف للحال، ويسقط في صراعٍ ضدنا، متذكرًا هزيمته في البرية بواسطة المخلص، للحال تنهار قوته، ويحترق عند رؤيته السلاح الذي وهبه لنا القائد الأعظم؟
إنسان يتسلح بالصوم، يكون على الدوام ملتهبًا بالغيرة!من يبقى في الصوم يحفظ ذهنه مستقيمًا ومستعدًا لمواجهة كل الشهوات العنيفة!
+ + +
هب لي مع موسى وإيليّا أن أصوم فأنعم معهما بالحديث معك وجهًا لوجه وألتقي معك ومعهما على جبل تابور.
هب لي أن أتسلّح بالصوم اشتهي أن أبذل كل حياتي من أجلك فترتفع أعماقي إليك
بالحب تُقدِّس نفسي وجسدي وأصير بكلّيتي في حضرتك!
آمين