رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة جديدة ما أكثر الذين ساروا مع الرب، وأعطاهم أسماء جديدة، وكان ذلك رمزًا للحياة الجديدة، التي عاشوها معه.. إبرآم: أعطاه الرب اسما جديدًا هو إبراهيم، وساراي: أعطاها الرب اسمًا جديدًا هو سارة، وشاول الطرسوسى: صار له اسم جديد هو بولس، وسمعان: صار أسمه الجديد هو بطرس، ولاوي: أعطاه الرب اسمًا جديدًا هو متى. وكان كل ذلك رمزا للحياة الجديدة التي عاشها كل هؤلاء القديسين مع الرب. وكان الاسم الجديد يذكرهم بها. مثلما نرسم كاهنًا، ونطيعه اسمًا جديدًا في الكهنوت. لكي يشعر أنه دخل في حياة جديدة مكرسة للرب، غير حياته الأولي. وانه نال نعمة جديدة لم تكن عنده، وأخذ سلطانًا جديدًا لم يكن له. وصارت له مسئوليات جديدة قد وضعت عاتقه.. بل حتى شكله يتغير من الخارج، وملابسه تتغير ويشعر أن شيئًا جديدًا قد دخل في حياته.. جعل هذه الحياة تتغير في طبعها وأسلوبها ومسئولياتها.. وأنت في السنة الجديدة، هل تشعر بتغيير في حياتك؟ لا تجعل هذه السنة تمر عليك، وكل ما فيها من التغيير هو بعض التفاصيل البسيطة.. لا، فالكتاب لم يقل تفاصيل. وإنما قال "أنزع قلب الحجر، وأعطيكم قلبًا جديدًا..". والسيد المسيح يشرح لما طبيعة هذا التغيير، فيقول: "ليس أحد يجعل رقعة من قطعة جديدة علي ثوب عتيق. لأن الملء يأخذ من الثوب، فيصير الحزق أرادا". "ولا يجعلون خمرًا جديدة في زقاق عتيقة. لئلا تنشق الزقاق، فالخمر تنصب، والزقاق تتلف. بل يجعلون خمرًا جديدة في زقاق جديدة، فتحفظ جميعًا" (مت 9: 16، 17). إذن لا نضع رقعة جديدة علي ثوب عتيق.. أي لا تكون كل الجدة في هذه السنة، أن نضع تصرفًا روحيًا، أو تدريبًا روحيًا أو سلوكا جديدًا في نقطة ما،كل ذلك علي نفس النفسية ونفس الطباع، ونفس النقائص والضعفات. ويبدو هذا التصرف منا جديدة علي ثوب عتيق.. المطلوب إذن، هو أن يتغير الثوب كله. تخلع الثوب العتيق، الذي هو قلبك الحالي بكل أخطائه.. قلبك الخالي من محبة الله، الخالي من النقاوة والطهارة، بل الخالي حتى من مخافة الله، إذ تسكنه محبة العالم.. هذا القلب كله، يجب أن ينزع من داخلك، ويحل محله قلب جديد. كلما نقول في صلواتنا، ونحن نصلي المزمور الخمسين: "قلبًا نقيًا اخلق في يا الله". ما معني كلمة اخلق؟ ولماذا لم نقل رمم هذا القلب، أو أصلحه، أو جمله؟ لماذا نقول "قلبًا نقيًا اخلق في يا الله. وروحًا مستقيمًا جدده في أحشائي "؟ أليس المعني هو أننا نريد شيئًا جديدًا.. وليس مجرد رقعة من سلوك معين توضع إلي جوار طباعنا الحالية الخاطئة؟ إنها عملية تجديد مستمرة نطلبها في حياتنا كل يوم.. تجديد الطبيعة نأخذه في المعمودية (غل 3: 27)، رو6: 3، 4). أما تجديد السيرة، وتجديد الذهن (رو 12: 2) فنأخذه في التوبة باستمرار. فنقول "روحًا مستقيمًا جدده في أحشائي" (مز 50). ويرد علينا "يجدد مثل النسر شبابك" (مر 103: 5). إنها عملية تجديد مستمرة، يعلمها الرب في حياتنا، ونطلبها كل يوم في مزاميرنا. وليست مجرد حادثة عارضة نذكرها في تاريخ معين. إنه تجديد يشمل القلب كله، والحياة كلها.. ومن الأمثلة التي تناسبنا هنا: مثال الفحمة والجمرة: تصور مثلًا قطعة سوداء من الفحم، كل من يلمسها يتسخ منها. هذه الفحمة دخلت في المجمرة (الشوريا) وتحولت من فحمة إلي جمرة.. أخذت حرارة لم تكن فيها. وأخذت ضياء ولهيبًا وإشراقًا لم يكن لها. بل حتى لونها الأسود صار يحمر ويتوهج. ويعد أن كانت وهي فحمة توسخ كل من يلمسها، أصبحت وهي جمرة تطهر. مثال ذلك ما قيل من أن واحدًا من السارافيم، لما سمع أشعياء يقول "ويل لي قد هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين.."، اخذ جمرة من علي المذبح، ومس بها فم أشعياء، وقال له "هذه قد مست شفتيك، فانتزع إثمك" (أش 6: 7) لأن النار تطهر كل شيء.. النار التي ترمز إلي روح الله. فهل أنت في حياتك فحمة أم جمرة؟ هل دخل في طبيعتك شيء جديد، يعمل روح الله الناري فيه؟ هل في هذا العام الجديد، وضعك الله في مجمرته المقدسة، وأصبحت تخرج منك رائحة بخور هل تحس سكني الله فيك؟ إن لم يعمل الله فيك، فباطل كل ما تعمله. لابد أن يسكن النور فيك، فلا تعود بعد ظلمة. ولا أن يسكن الحق فيك، فلا تكون باطلًا. لابد أن تسكن فيك الحرارة، فلا تكون باردًا ولا فاترًا وهذه السكني تغير حياتك كلها.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ياربى ساعدنا فى حياة جديدة فى خليقة جديدة |
قوم ليك حياة جديدة |
ونختبر حياة وقوة جديدة ومختلفة حياة يكون مصدرها الله♥️🫂 |
حياة جديدة |
هوية جديدة، طريقة حياة جديدة |