رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلح والسلام مع الناس الصلح والسلام مع الناس: الذي يلوم نفسه يمكنه أن يعيش في سلام دائم مع الناس. حتى إن حدث خلاف، فبلوم النفس يسهل أن يتم الصلح. إن الخصومة تشتد، حينما يصر كل من الطرفين علي موقفه، ويبرر نفسه مدعيًا أن الحق في جانبه، وأن الجانب الأخر هو المخطئ. أما إن سلك أحدهم باتضاع، وأتي بالملامة علي نفسه في هذه الخصومة، حينئذ ما أسهل أن يتم الصلح.. فالخصم لا يحتمل أن يسمع منك عبارة: "حقك علي. وأنا غلطان". أو قولك له "أنا آسف جدًا، لأني آلمتك أو أحزنتك".. وكما قال الحكيم" أن "الجواب اللين يصرف الغضب" (أم 15: 6). إن كثيرًا من الذين يعاتبونك، أو غالبية الذين يعاتبونك، أو كل الذين يعاتبونك، إنما يريدون أن يسمعوا منك كلمة واحدة، تلوم بها نفسك، وتعطيهم الحق، فينتهي الموضوع عند هذا الحد. وإلا.. فإن تبرير النفس يقود إلي العناد. والعناد يشعل الخصومات. إن الذي يلوم نفسه، لا يعاند، ولا يقاوم، ولا يخاصم، ولا يجادل كثيرا، ولا يرد علي الكلمة بمثلها أو بما هو أقسى.. إنما يسلك مسالمًا للناس، مراضيًا لخصمه مادام معه في الطريق.. (مت 5: 25)،إن شيطان الغضب، وشيطان الخصومة، شيطان العناد، وشيطان الكبرياء، كل أولئك يقفون في حيرة كل الحيرة أمام الشخص الذي عنده فضيلة لوم النفس، لا يعرفون كيف ينتصرون عليه. بل هم يصرون علي أسنانهم في غيظ، مهزومين أمام هذا الذي لا يبرر نفسه أبدًا، ولا يغضب من أحد ولا يخاصم ولا يصيح، وبالجواب اللين والكلمة الطيبة، وجلب الملامة علي نفسه يحل كل خصومة، ويصرف كل غضب.. إنه يعيش وديعًا هادئًا مسالمًا، يحبه الكل.. فهو لا ينازع أحدًا، ولا يسمح لنفسه أن يغضب من احد، مهما كان الحق في جانبه، لأنه يلوم نفسه قائلًا: إن غضبت من هذا الإنسان وثرت عليه، أكون قد فقدت فضيلة الوداعة، وفقدت الاحتمال الحب وفضيلة السلام مع الناس.. وأكون بهذا مخطئًا.. وهكذا يلوم نفسه لا علي أخطاء أرتكبها، إنما علي أخطاء يحذر نفسه الوقوع فيها.. وبهذا يكون حريصًا ومحترسًا، وتتقدم نفسه نحو الكمال. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصلح والسلام مع الله تم عن طريق المسيح وفدائه للبشر |
من الكلمات النافعة المطلوبة أيضًا كلمات الصلح والسلام والتهدئة |
الصلح خير |
الصلح |
الصلح سلاما ً |