رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أخلى ذاته حتى في صنع المعجزات! أخلي الرب ذاته فلم يستخدم قوته على صنع المعجزات إلا في الضرورة القصوى. لم يستخدم قوته من أجل ذاته، ولا من أجل منفعة خاصة لم يستخدم لاهوته ليمنع عن نفسه الجوع أو العطش أو التعب أو الألم. رفض أن يحول الحجارة إلى خبز لسد جوعه الشخصي، بينما بارك الخمس خبزات من أجل إشفاقه على الناس. لم يستخدم قوته ليهبر الناس بالمعجزات، ولا من أجل الإيمان. وعندما كانوا يطلبون منه معجزة لأجل (الفرجة) لم يكن يقبل. بل كان يبكتهم قائلًا: "جيل فاسق وشرير يطلب آية ولا تعطي له..." (مت12: 39). لم يبهر الناس بالمعجزات مثلما فعل سيمون الساحر، ومثلما فعلت عرافة فيلبي، ومثلما سيحدث في الأزمنة الأخيرة من المسيح الدجال والوحش والتنين... رفض أن يلقي نفسه من على جناح الهيكل، لتحمله الملائكة. ويري الناس المنظر فينذهلون ويؤمنون معجبين بعظمته...! رفض ذلك، لأنه أخلي ذاته من إعجاب الناس. إن معلمنا الصالح لم يحط نفسه بالمجد، لأنه أراد أن يلتف الناس حول التواضع وليس حول المجد. ومعجزة كحادثة التجلي التي كان يمكن أن تبهر الجماهير، لم يشأ أن يراها كل الشعب، ولا حتى كل تلاميذه الاثني عشر، بل رآها ثلاثة فقط، وأوصاهم ألا يظهروها... كان زاهدًا في كل هذه الأمور التي يبحث عنها من يريدون أن يظهروا ذواتهم... بل أكثر من هذا أنه بعد كل معجزة تبهر البصر كان يخفي تلك المعجزة بعمل من أعمال الضعف البشري أو بكلام عن آلامه... أو يطلب ممن حدثت معه أن يخفيها... وحتى من أجل الإيمان لم يشأ أن يبهر الناس بالمعجزات. أراد أن يكون إيمانهم بدافع من الحب والاقتناع وليس بسبب المعجزات. وما الدليل على هذا؟ دليلنا أنه كان يطلب الإيمان قبل المعجزة، وليس كنتيجة لها. وكثيرًا ما كان يسأل الذي يجري معه المعجزة "أتؤمن؟"، أو يقول له: "ليكن لك حسب إيمانك". وإن كان يؤمن قبلًا تحدث معه المعجزة... ولذلك قيل عنه إنه في وطنه: "لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم" (مت13: 58). كان الإيمان يسبق المعجزة. وكانت المعجزة نتيجة للإيمان وليست سببًا. وكثير من معجزات السيد الرب كانت أعمال رحمة وحب وكانت لها أهداف روحية... تتبعوا عنصر الحب والحنان في معجزات الرب يظهر لكم واضحًا وجليًا... وهكذا نري في معجزة لإقامة العازر أنه بكي قبل أن يقيمه. إن الحب الذي كان يعتصر قلبه، ظهر أولًا في عينيه الدامعتين، قبل أن تظهر قوته في عبارة: "هلم خارجًا". وكثير من معجزات الشفاء كانت تسبقها عبارة: "فتحنن يسوع" أو "أشفق" أو ما شابه ذلك... ولم يستخدم معجزاته في الدفاع عن نفسه، أو في الانتقام من مضطهديه وشاتميه. أهانوه بكل أنواع الإهانة، وأشبعوه شتمًا وتعييرًا. وكان يستطيع أن يجعل الأرض تفتح فاها وتبتلعهم، أو تنزل نار من السماء وتفنيهم. ولكنه لم يفعل. كان قد أخلي ذاته من استخدام هذه القوة التي فيه. |
28 - 06 - 2014, 09:59 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: أخلى ذاته حتى في صنع المعجزات!
شكرا مارى
ربنا يعوض تعب خدمتك |
||||
30 - 06 - 2014, 10:35 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أخلى ذاته حتى في صنع المعجزات!
شكرا على المرور
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يعنى ايه ربنا أخلى ذاته وأخلى ذاته فى إيه ؟ |
أخلى ذاته حتى في صنع المعجزات! |
أقوال القديس أغسطينوس عن: أخلى ذاته من أجلي | من أجلك صار طفلاً |
أخلى ذاته حتى في صنع المعجزات! |
أخلى ذاته حتى في صنع المعجزات! |