منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 06 - 2012, 02:22 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

عندما كان داود الملك ورجاله يُلاحقون العماليقيين الذين سبوا النساء والأولاد من " صقلغ "، ٱلتقوا بعبد مصري، فسأله داود:
" لمن أنت ومن أين أنت؟ فقال: أنا غلام مصري، عبد لرجل عماليقي، وقد تركني سيدي لأنّي مرضت منذ ثلاثة أيام ". (صموئيل الأول 30 : 9 – 13).

كلام واضح قاله العبد المصري:
" تركني سيدي لأنّي مرضت ".
مبدأ عالمي شائع، ٱختبره الكثير منّا، ونختبره دائمًا، فعندما نكون بكامل قوانا الجسدية والنفسية، ونقوم بعملنا وبما يُطلب منّا على أكمل وجه، فأرباب عملنا والعاملون معنا يحبوننا ويشكروننا ويهتمون بنا، لكن المشكلة تقع عندما نمرض أو نتعرّض لمشكلة ما، توقف عملنا وعطاءنا وجهدنا، فالكل ولو بشكل متدرّج يبدأ بالتخلّي عنّا وبالتذمّر من وضعنا، وغالبًا ما يصل الموضوع إلى تركنا بشكل كامل.. وللأسف أنّ هذا المبدأ قد تغلغل إلى كنائسنا، إلى وسط المؤمنين أيضًا !!!
وفي هذا المقطع من كلمة الله، نرى ذلك العبد المصري يُعلن بوضوح أنَّ سيّده تركه لأنّه مرض، وقد تركه في مكان ووضع صعبين، عرضة للموت !!!
فعندما كان سيّده يستفيد من خدماته، كان يحتفظ به، لكنه وعند مرضه، أي عندما لم يعد يستفيد منه.. تركه.

وعند مصادفة داود لذلك العبد، كان داود ورجاله الستمائة يلاحقون العماليقيين الذين سبوا النساء والأولاد، لكن مئتان من رجاله خارت قواهم ولم يتمكّنوا من متابعة المسير معه ومكثوا في الوادي، وعندما تمكّن داود ورجاله الباقين من هزم العماليقيين وٱسترداد النساء والأولاد وكل ما سبوه، بالإضافة إلى غنائم كثيرة، عادوا أدراجهم ووصلوا إلى الرجال الذين بقيوا في الوادي..
فماذا حصل عندها؟
" وجاء داود إلى مئتي الرجل الذين أُعيوا عن الذهاب وراء داود فأرجعهم في وادي البسور، فخرجوا للقاء داود ولقاء الشعب الذين معه، فتقدّم داود إلى القوم وسأل عن سلامتهم، فأجاب كل رجل شرير ولئيم من الرجال الذين ساروا مع داود وقالوا: لأجل أنّهم لم يذهبوا معنا لا نعطيهم من الغنيمة التي ٱستخلصناها بل لكل رجل ٱمرأته وبنيه فليقتادوهم وينطلقوا. فقال داود: لا تفعلوا هكذا يا إخوتي لأنّ الرب قد أعطانا وحفظنا ودفع ليدنا الغزاة الذين جاءوا علينا، ومن يسمع لكم في هذا الأمر، لأنّه كنصيب النازل إلى الحرب نصيب الذي يُقيم عند الأمتعة، فإنّهم يقتسمون بالسويّة، وكان من ذلك اليوم فصاعدًا أنّه جعلها فريضة وقضاء لإسرائيل إلى هذا اليوم " (صموئيل الأول 30 : 21 – 25).

لعلّ حادثة العبد المصري ألقت بتأثيرها على الجميع، لكننا هنا نُصادف موقفين متناقضين.
الظروف نفسها، فالرجال المئتين أُعيوا ولم يُكملوا المعركة، مثلهم مثل العبد المصري الذي مرض.
وتقول الكلمة: أنَّ كل رجل شرير ولئيم من الرجال الذين ساروا مع داود رفضوا معاملة أولئك الرجال برحمة وبمحبة، ووضعوا معادلة العالم أمامهم: مرضوا، أُعيوا، خافوا، ضعفوا، تراجعوا... ولم يُشاركوا في المعركة، لا يحق لهم أن يأخذوا غنائم. موقف كموقف العماليقي الذي ترك عبده عندما مرض.
أمَّا قلب داود فكان مختلفًا، وهوَ القلب الذي قال عنه الرب أنّه حسب قلبه، فردّة فعله كانت:
" لأنّه كنصيب النازل إلى الحرب، نصيب الذي يُقيم عند الأمتعة، فإنّهم يقتسمون بالسويّة ".
رفضَ داود أن يُعامل الذي مرضوا أو أُعيوا أو ضعفوا أو تراجعوا أو... كما طالبه الرجال الأشرار، كما رفض أن يفعل بهم كما فعل العماليقي بعبده المريض.. بل عاملهم برحمة، بمحبة لم تكن مشروطة أو مرتبطة بما قاموا به، بل:
كنصيب الذي شارك في المعركة يكون نصيبهم، وجعلها فريضة وقضاء لشعبه.

وفي المزمور 71 نقرأ لداود، كما يُجمع أغلب الدارسون لكلمة الله، نقرأ له هذا الكلام:
" لا ترفضني في زمن الشيخوخة، لا تتركني عند فناء قوّتي... يا الله لا تبعد عنّي، يا إلهي إلى معونتي أسرع... وأيضًا إلى الشيخوخة والشيب يا الله لا تتركني... تزيد عظمتي وترجع فتعزّيني " (مزمور 71 : 9 – 21).

هل أثّرت حادثة العبد المصري، وتخلّي سيده عنه عندما مرض على نفسية داود؟
هل ما زال يحتفظ بألمها في باطنه وفي ذاكرته؟
لست أعلم.. لكن داود كان يرجو الله أن لا يتركه في شيخوخته وعندما تفنى قوته، أي عندما يمرض أو يعيا أو يضعف أو يُقصّر... بل كان يطلب منه أن لا يبتعد عنه وأن يُسرع إلى معونته.
ماذا يريد الروح القدس أن يقوله لنا من خلال كل ما تأملنا به ونحن في مطلع عام جديد؟

أحبائي: من منّا لم يمرض، لم يضعف، لم يُقصّر، لم يعيا، ومن منّا ٱستطاع أن يقوم بالدور الذي أوكله إليه الرب على أكمل وجه، من منّا لم يُخطئ، لم يتراجع، ومن منّا ٱستطاع أن يكون أمين للرب على الدوام، ومن منّا لم يفشل في بعض الأمور ومن منّا لم.. ولم.. ولم...
جميعنا ٱختبرنا هذه الأمور.. وربما اليوم وأنتَ تقرأ هذا التأمل تجد نفسك مريض، غير نافع لعمل الرب، أو أقلّه مقصّر أو لديك ضعفات، لا تقوم بدورك كما ينبغي، وربما أكثر، قد تكون منعزل تشعر بصغر النفس والرفض، وقعت في خطايا صعبة، وربما.. وربما.. وربما...
رسالة الرب المحب، الحنّان، إله كل نعمة صالحة، للجميع دون ٱستثناء هي التالية:
" ٱسمعوا لي يا بيت يعقوب وكل بقية بيت إسرائيل الذين حملتهم منذ أن حُبِل بهم، وتكفّلت بهم منذ مولدهم، وإلى الشيخوخة أنا هوَ، وإلى الشيبة أنا أحمل، قد فعلت وأنا أرفع وأنا أحمل وأُنجّي، بمن تشبّهونني وتسوّونني وتمثّلونني لنتشابه ".
(إشعياء 46 : 3 – 5).

في بداية هذا العام، الرب يريد أن يُلغي من ذاكرة وفكر كل واحد فينا، معادلة العالم التي قد تكون سيطرت على أفكارنا، وهيَ أنّه إن كنّا نقوم بدورنا على أكمل وجه ولا يوجد في حياتنا أو خدمتنا أيّة تقصيرات وثغرات فالرب يُحبّنا ويهتم بنا، أمّا إذا مرضنا أو قصّرنا أو أخطأنا أو ربما لم نقم بأي عمل، فالرب يتركنا..
أحبائي: الرب ليسَ كالرجل العماليقي، وأنتَ لست عبدًا كالعبد المصري، لكي يتخلّى عنك عندما تمرض أو تعيا أو تُقصّر، بل هوَ أب صالح ومحبته غير مشروطة وغير مرتبطة بما تقوم به، لأنَّ كلمته تقول:
" ولكنّ الله بيّن محبته لنا، لأنّه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا " (رومية 5 : 8).
ونحن بعد خطاة.. نرتكب أشنع الخطايا، مات الرب من أجلنا. لم ينتظر أن نُصبح صالحين، لم ينتظر أن نقوم بأي عمل لأجله، لم ينتظر أن نحبّه، بل ونحن أعداء له بالفكر وبالعمل ربّما، وبعيدين عن طرقه، تجلّت محبته غير المشروطة ومات من أجلنا دافعًا أغلى ثمن، دمه الكريم لكي يُخلّصنا، فرجاء لا تسمح لهذه الحقيقة أن تغيب عن فكرك ولو للحظة واحدة، لأنّ الشيطان بمكره يُحاول دائمًا أن يُبعدنا عن البساطة التي في الرب، فأنت وأنا محبوبين على الدوام، إن عملنا للرب أو لم نعمل، إن قمنا بدورنا أو لم نقم به، إن أخطأنا أو لم نُخطئ، وحتّى أبعد من كل ذلك، وإن كنّا سيّئين إلى أبعد الحدود لن نستطيع أن نُنقص من محبة الرب لنا قيد أُنملة، لأننا محبوبين ومقبولين ليس على أساس ما نقوم به، وليس على أساس وضعنا، بل محبوبين ومقبولين على حساب دم الرب ونعمته المجانية ومحبته غير المشروطة، فكيف قد يتركنا الرب إن مرضنا؟
فهل إذا مرض أحد أولادك تتخلّى عنه وتتركه؟
أم على العكس فإنّك في وضع كهذا توليه ٱهتمامًا أكبر؟
فإن كنتَ تعامل ٱبنك المريض بعناية بالغة، فماذا عن الرب؟
" فإن كنتم وأنتم أشـرار تعرفون أن تُعطوا أولادكم عطايا جيّدة، فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه " (متى 7 : 11).
أيضًا لاحظ معي دقة الوحي في المقطع الذي نتأمل فيه من سفر إشعياء ماذا يقول بالتحديد:
" بمن تشبّهونني وتسوّونني وتمثّلونني لنتشابه ".
أبالرجل العماليقي وكيف عامل عبده نُشبّه الرب؟
للأسف فأحيانًا كثيرة نُشبّه الرب بالرجل العماليقي الذي يتخلّى عنّا عندما نمرض أو نُقصّر أو نُخطئ، هكذا تُملي علينا أفكارنا ومشاعرنا أحيانًا كثيرة !!!
لكنّني اليوم وفي مطلع هذا العام الجديد، أريد أن أقول لكَ أنّه ليست العواطف وما تشعر به، ولا الاختبارات التي مررت بها، من يُملي علينا صفات الله وموقفه منّا، بل كلمته التي وضعها بين أيدينا:
" ... ومحبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدمت لك الرحمة " (إرميا 31 : 3).
محبته أبدية لا تتأثر بأي شيء..

" هل ٱفرايم ٱبن عزيز لديّ أو ولد مسرّ؟ لأنّي مع كثرة تنديدي به فإنّي ما زلت أذكره، لذلك يشتاق قلبي إليه، وأكنّ له الرحمة، يقول الرب " (إرميا 31 : 20).
لم يكن ٱفرايم يُسر قلب الرب، لم يكن سلوكه يُرضي الرب، لكن تأمل معي في ما قاله الرب، فمع كثرة معاصي ٱفرايم وتنديد الرب به، فما زال قلب الرب يشتاق إليه ويكنّ له الرحمة، هذا هوَ قلب الرب يا أحبائي، وهذه هيَ رسالته لنا في مطلع هذا العام، رسالة لكل المرضى والضعفاء والمقصّرين والخطأة والذين لم يكونوا أمناء، ولم يقوموا بدورهم كما ينبغي، لكل الذي يشعرون بالذنب والرفض، الرب يقول:
قلبي يشتاق إليكم، أكنّ لكم الرحمة، إلى الشيخوخة أنا أحملكم، أنا أقبلكم بكل ضعفاتكم، كنصيب الأصحّاء والذين قاموا بدورهم على أكمل وجه يكون نصيب الذين قصّروا ومرضوا.

دع الروح القدس ينقل هذه الكلمات وهذه المحبة غير المشروطة إلى أعماقك، لكي تُصبح ٱختبارًا عمليًا في حياتك، دعه يجعلك تشعر بدفء محبة الرب وقربه إليك، فهو من أجل ذلك جاءَ إلى أرضنا، جاءَ لكي يُذكّرنا بما قاله الرب، ويجعل كلام الرب واقعاً ٱختباريًا وليس مجرّد معلومات تبقى في ذهنك.
لا تسمح لما تشعر به أن يتحكّم في حياتك وعلاقتك بالرب، فعندما ألقى بطرس الشبكة على أساس كلمة الرب، كانت مشاعره معاكسة لطلب الرب، إذ قال للرب: تعبنا الليل كلّه ولم نصطد شيء، فلماذا أُلقي الشبكة من جديد؟ لكنّه عندما ألقى الشبكة ٱصطاد سمكًا كثيرًا.
لنفعل مثل بطرس في بداية هذا العام، ولنلقي شباكنا على أساس ما قرأناه من كلمة الرب في هذا التأمل، ولنبدأ عامًا جديدًا نُعطي فيه الفرصة للرب لكي يشفينا ويُعالج كل ما تعرضنا لهُ في العام الماضي من مآسي وويلات وفشل ومرض وضعف وتقصير وخيبة أمل... ولكي يعوّض علينا بصيد كثير وسمك كثير في كل المجالات التي نحتاجها..
للرب كل المجد.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ليس لأنّي لم أعد أريد بل لأنّي لم أعد أقدر
عيد دخول السيّد إلى الهيكل عيد سيّدي
لا تدعني يا سيّدي
سلمتُك سيّدي نفسيَ والكِيان
أخذوا سيّدى


الساعة الآن 09:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024