لا تنسى يوم راحتك
يوصينا الله بالراحة ، راحة ٍ لا كسل ، راحة ٍ لتجديد النشاط ، راحة ٍ لازمة للاستمرار في المسيرة . كان المسيح في عمله ِ وتعاليمه ومعجزاته وسط زحام الجموع دائما ً ، لكنه كان يخرج من وسطهم الى موضع خلاء منفردا ً ، وكان يدعو تلاميذه ان يذهبوا الى الخلاء ليستريحوا . وكان يصعد الى الجبل منفردا ً ليصلي . الصلاة انفراد ٌ بالله . المسيح في ذلك يعلّمنا اهمية الراحة . كل شيء ٍ متكامل ٌ متظافر يحتاج الى توقف للاستراحة . الحياة سمفونية موسيقية متوحدة بها فترات انقطاع للراحة ، لضمان الاستمرار المتناغم المتناسق بنفس النشاط والحيوية . وقت الراحة ليس توقفا ً بل استعداد ٌ وتهيأ لمرحلة ٍ قادمة . حياتنا مصممة من الله ومنظمة من عنده وبها فترات راحة . الاختلاء بالله يعطينا فهما ً وادراكا ً ومعرفة ً لقصده ِ لنا . الانفراد بالله يشحذ قوانا ويملئنا قدرة ً ويشحننا بالشجاعة ، وينفخ في ارواحنا روح الايمان والراحة والاطمئنان ، فنتجدد ونستعيد انفسنا ونستمر في مسيرة حياتنا . ساعات الاختلاء والالتقاء بالله جميلة ٌ رائعة ، هي اجمل واروع اوقات الحياة . يقول المرنم :
يا طيب ساعات بها اخلو مع الحبيب
يجري حديثي معه سرا ً ولا رقيب
بدون تدخل او مقاطعة ٍ من احد نتكلم معه ونحن نصلي منفردين به ويتكلم معنا ونحن ننصت مؤمنين به . لا تنسى يوم راحتك ولا تهمله . ولا تنسى وقت انفرادك بالله ولا تهمله . بهذا تستقيم الحياة وتستمر المسيرة .