رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإيمان والخلاص لا يوجد أحد يجادل في أن الإيمان لازم للخلاص. فالذي لا يؤمن يهلك. والسيد المسيح يقول: (ومن لم يؤمن يدن) (مر 16: 16) ويقول الكتاب أيضًا: الذي يؤمن به لا يدان. والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد) (يو 3: 18) انظر أيضًا (يو 3: 36) ولا داعي لأن نورد كل الآيات الخاصة بالإيمان، فلزوم قاعدة مسلم بها من الجميع. إنما الأمر غير المقبول هو التعليم بأن الخلاص يكون بالإيمان وحده، مع تجاهل مسائل إيمانية من تعليم المسيح نفسه! فالمسيح هو الذي قال: (من آمن واعتمد خلص) (مر 16: 16) ولم يقل: (من آمن خلص) بحذف المعمودية. والمسيح هو الذي قال عن التوبة: (إن لم تتوبوا، فجميعكم كذلك تهلكون) (لو 13: 3، 5) وهو الذي قال عن الأعمال: (ليس كل من يقول لي يا رب، يدخل ملكوت السموات) (مت 7: 21). لماذا إذن التركيز على الإيمان وحده في موضوع الخلاص، وتجاهل المعمودية والتوبة والأعمال، وكلها من تعليم المسيح؟! وكذلك التناول من جسده ودمه (يو 6: 53)! إنه نوع من التطرف أن يتحمس إنسان لشيء، فيدعى أنه كل شيء، وإن ما عداه لا شيء! الإيمان له أهميته. والمعمودية أيضًا لها أهميتها. والتوبة لها أهميتها. وباقي الأمور لها أهميتها. فما معنى إنكار كل شيء. والإصرار على عبارة (آمن فقط)، بينما الكتاب يذكر إلى جوار الإيمان أمورًا كثيرة.. إننا نشدد على الإيمان، في الكرازة لغير المؤمنين.. وهكذا كان يفعل الآباء الرسل في التبشير بالإنجيل لغير المؤمنين، على اعتبار أن كل أعمالهم الصالحة بدون إيمان، لا يمكن أن تخلصهم. فلابد من الإيمان بالفداء، والإيمان بالمسيح فاديًا ومخلصًا. وإيمانهم هذا هو الخطوة الأولى التي تقودهم إلى باقي النقط التي هي من حقائق الإيمان المسيحي وجزء منه. إن الرسل ما كانوا يستطيعون أن يحدثوا غير المؤمنين عن المعمودية وأهميتها للخلاص. فإن آمنوا، حثوهم عنها، وعمدوهم. وهم لا يستطيعون أن يبدأوا الحديث مع غير المؤمنين عن التناول من جسد المسيح ودمه، إنما عليهم أولًا أن يؤمنوا بالمسيح، وذبيحة المسيح على الصليب. وبعد ذلك يحدثونهم عن جسد المسيح ودمه.. فهذا هو المنطق الطبيعي لخطوات التعليم. سجان فيلبي، يحدثونه أولًا عن الإيمان بالمسيح لكي يخلص. فإن آمن بالمسيح، يحدثونه عن المعمودية، ويعمدونه هو والذين له أجمعين (أع 16: 30-33). إن كلام الرسل عن الإيمان، لا يلغى أهمية المعمودية والأسرار الكنسية التي تأتى بعده. بل الإيمان هو خطوة ممهدة لها، لأنه لا ينال من أسرار الكنيسة إلا المؤمنون.. المؤمنون بالمسيح والمؤمنون بها. فهي جزء من الإيمان. وهنا نأخذ الإيمان بمعناه الواسع، أي الإيمان بكل الحقائق الإيمانية، التي ترد في قانون الإيمان، وفي كل عقيدة الكنيسة في كل تعليم المسيح. هل الإيمان، هو فقط الإيمان بالمسيح فاديًا ومخلصًا؟ أم هو الإيمان أيضًا بلاهوت المسيح وتجسده وصلبه وقيامته وصعوده ومجيئه الثاني.. وأيضًا الإيمان بالثالوث القدوس، وبعمل الروح القدس في الكنيسة، والإيمان بالمعمودية والقيامة العامة، وكل حقائق الإنجيل. والإيمان ليس هو الحقائق النظرية، بل أيضًا حياة الإيمان. وحياة الإيمان تشمل الإيمان الحيّ (يع 2: 17، 20)، والعامل بالمحبة. وحياة الإيمان تشمل الإيمان الحي (غل 3: 11، يع 17، 20)، والإيمان العامل بالمحبة (غل 5: 6) الذي يثمر ثمر الروح (غل 5: 22) حقًا إن كلمة (إيمان) كلمة واسعة للذين يفهمونها، قد تشمل الحياة الروحية كلها والحديث عن الإيمان، حتى الإيمان وحده، لا يلغى أهمية الكنيسة. لأن الإيمان يناله عن طريق الكنيسة. كيف وصل الإيمان إلى العالم؟ أليس عن طريق الكنيسة؟ أليس عن طريق معلمي الكنيسة الذين نشروا الإيمان في المسكونة كلها: أولًا الآباء الرسل، ثم تلاميذهم الآباء الأساقفة والقسوس.. إلى كل المعلمين في جيلنا. هوذا بولس الرسول يقول: (لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص. فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به؟ وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟) (رو 10: 13 15). ماذا نقول إذن عن الذين نالوا الإيمان عن طريق الكنيسة لكي يخلصوا. ولما آمنوا، أكروا أهمية الكنيسة في موضوع الخلاص! تبقى بعد ذلك نقطة خاصة بعلاقة الإيمان بالمعمودية: فالبعض يمنعون معمودية الأطفال، لأنهم لم يصلوا بعد إلى الإيمان الواعي وينتظرون عليهم بلا معمودية حتى ينضجوا! فما مصير هؤلاء الأطفال إذن، بلا معمودية، وبلا إيمان، هل نتركهم ليهلكوا؟! لقد خصت بابًا طويلًا عن معمودية الأطفال) في الجزء الخاص بالمعمودية في كتابنا (اللاهوت المقارن) هنا في موقع الأنبا تكلا أنصح بقراءته. أما ألان فأقول إن الأطفال ليست لهم أية عوائق ضد الإيمان. ونحن نعمدهم على إيمان والديهم ليخلصوا، كما خلص الأطفال الأبكار بإيمان والديهم الذين لطخوا الأبواب بدم الفصح (خر 12) وكما خلص الأطفال بإيمان آبائهم وأمهاتهم في عبور البحر الأحمر، وكما خلصوا بإيمان الآباء والأمهات بالختان في اليوم الثامن (تك 17) وكان الختان يرمز إلى المعمودية (كو 2: 11، 12). نعمد الأطفال حرصًا على خلاصهم (يو 3: 5، مر 16: 16) وبالمعمودية يدخلون الكنيسة ويتلقون فيها الإيمان من نعومة أظفارهم. يعيشون فيه إيمانًا حيًا، وليس مجرد إيمان عقلي. أما أن تركنا الأطفال بدون عماد، وبدون عضوية الكنيسة والاشتراك في حياتها، وفي عمل الروح القدس في أسرارها، فإننا نكون بذلك قد أبعدناهم عن الإيمان العملي الذي يحبونه بالممارسة، ويتشربونه من حياة الكنيسة..! يقولون: وماذا إن كبر الطفل ولم يؤمن أو فسد؟ نقول إن تعليمه الإيمان هو المسئولية والديه، ومسئولية الكنيسة. فإن رفض الإيمان حينما يكبر، يكون كأي مرتد (عب 10: 38) ونكون نحن قد أدينا واجبنا من نحوه، ولم نمنع عنه وسائط الخلاص. وفي نفس الوقت لسنا نرغم حرية إرادته.. هنا ونود أن نقول ملاحظة عن (الإيمان الواعي): هل كل الكبار لهم النضوج الروحي والذهني، الذي يدخلهم تحت عبارة (الإيمان الواعي)؟ ألا يوجد كبار كثيرون ليس لهم هذا الوعي ولا هذا النضوج، ولا يعرفون من الإيمان إلا أمورًا بسيطة. ولا يستوعبون كثيرًا من أعماق الإيمان وحقائقه.. ما هي مقاييس هذا الإيمان الواعي؟ وما مدى انطباقه على طبقات من الشعب تحتاج إلى مدى زمني طويل لكي تصل إلى هذا الوعي، وقد لا تصل إطلاقًا..! وعلى الرغم من هذا، قد سمح بعمادهم من جهة السن. أما من جهة المعرفة فلا فرق بينهم وبين الصغار..! هل لا يسمح بعماد هؤلاء أيضًا؟ وإلا لماذا إذن التركيز على الأطفال، الذين قال عنهم المسيح: (دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات) (مت 19: 14). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
محبة الله للعالم والخلاص من خلال الإيمان بابنه |
يسوع باب الإيمان والخلاص |
الخطية والخلاص |
الغفران والخلاص |
سر الإفخاريستيا والخلاص |