خدمة الكلمة
إخوتنا البروتستانت يركزون في الخلاص على الإيمان. وكيف يصل الإيمان إلى الناس إلا عن طريق الكنيسة؟
وفى هذا يقول الرسول: (كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يرسلوا؟ (رو 10: 14) والكنيسة هي التي ترسل الكارزين، بعد أن تضع عليهم اليد، وهى التي تنشر الإيمان، الذي بدونه لا يخلص أحد.
إذن الكنيسة لها دور أساسي في الخلاص عن طريق نشر الإيمان، بالكرازة وخدمة الكلمة..
وهذه الخدمة تستلمها الكنيسة من فم المسيح نفسه، الذي قال لآبائنا الرسل: (اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمدوهم.. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به) (مت 28: 19) (اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها) (مر 16: 15).
بهذه الكرازة أوصلت الكنيسة الإيمان للناس، وبدونها ما كان ممكنًا أن يخلصوا ولذلك حرص الرسل على هذه الخدمة. وفي سيامة الشمامسة السبعة قالوا: (وأما نحن فنعكف على الصلاة وخدمة الكلمة) (أع: 4).
وقد جعل الرب خدمة الكلمة الموصلة للخلاص من اختصاص الكنيسة، ولم يعهد بها حتى للملائكة ففي قصة اهتداء كرنيليوس، أرسل له الله ملاكًا. وكان يمكن لهذا الملاك أن يبشر كرنيليوس برسالة الخلاص. ولكنه لم يفعل ذلك، إنما أحاله إلى الكنيسة المؤتمنة على هذه الخدمة. وهكذا قال له: (أرسل إلى يافا رجالًا، واستدع سمعان الملقب بطرس) وماذا تكون مهمة بطرس هذا؟ قال الملاك في ذلك:
(وهو يكلمك كلامًا به تخلص أنت وأهل بيتك) (أع 10: 14).
وصارت هذه مهمة من عمل الكنيسة، أعنى خدمة التعليم، وتفهيم الناس قواعد الإيمان وتعريفهم بطريق الخلاص. وهكذا قال القديس بولس الرسوللتلميذه تيموثاوس الأسقف:
(لاحظ نفسك والتعليم وداود على ذلك. فانك إن فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا) (1تى 4: 16).
إذن التعليم هو وسائط الخلاص. والكنيسة هي التي اؤتمنت على التعليم، بحسب قول الرب: (وعلموهم جميع ما أوصيتكم به) (مت 28: 19) وهكذا قال بولس الرسول: (إذ الضرورة موضوعة على، فويل إن كنت لا أبشر.. فقد استؤمنت على وكالة) (1كو 9: 16، 17) وكان الخلاص هو هدف التبشير لذلك يقول الرسول بعد ذلك:
(.. لأخلص على كل حال قومًا..) (1كو 9: 22).
وعن طريق الكرازة وخدمة الكلمة، استطاع فيلبس أن يقود الخصى الحبشى إلى الإيمان لكي يخلص (أع 8) بخدمة الكلمة في يوم الخمسين، أمكن أن تخلص ثلاثة آلاف نفس (أع 2: 41).
وخدمة الكلمة لا يقوم بها إلا المرسل من الكنيسة، لذلك لما دعا الروح القدسبرنابا وشاول لهذه الخدمة أحالهما إلى الكنيسة.
وقال الروح القدس: (افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه) (أع 13) إنها دعوة من الروح القدس. ولكن لابد أن تمر عن طريق الكنيسة من خلال القنوات الشرعية التي عهد لها الله بهذه الخدمة: (فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي وأطلقوهما بسلام) وهكذا عملا في خدمة الكلمة (أع 13: 2، 3) وخدمة الكلمة ليست كل شيء في عمل الكنيسة من جهة الخلاص، إنما هناك أيضًا خدمة الأسرار.