رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يُفتّش الإنسان دوماً عن سبب لكل ما ينبغي عليه القيام به.. فلن ترى كائناً بشرياً يقوم بأمر معيّن دون سبب ما، فهو يشرب لأنه عطشان، ويأكل لأنه جائع أو شره.. ويبكي لأنّه حزين أو متأثّر بأمر معيّن... إلخ فكل البشر يضعون الخطط والأهداف التي يطمحون لتحقيقها، ولا يتحركون إلا وفقاً لهذه الخطط والأهداف، سعياً وراءها، ويصرفون الوقت والأموال ومستلزمات أخرى لكي ينجحوا فيها.. والأمر نفسه يحصل في علاقتنا مع الرب كمؤمنين.. وغالباً ما نكون ميّالين لنسأل أنفسنا عن كل أمر نقوم به: لماذا ينبغي أن أصلي دوماً؟ لماذا ينبغي أن أحضر اجتماعات الكنيسة؟ لماذا ينبغي أن أشارك في كل نشاطات الكنيسة ومؤتمراتها؟ لماذا ينبغي أن أقدّم عشوري؟ لماذا ينبغي أن يكون لي وقت يومي للتأمل بكلمة الله؟ لماذا ينبغي أن أنال معمودية الروح القدس؟ ولماذا؟ ولماذا؟ ولا يمكنني القول أن إدراك وفهم مغزى ما ينبغي أن نقوم به ليس بالأمر الجيد.. لأنّ الرب يريدنا أن نكون مقتنعين وفاهمين ما نقوم به، ولا نسير وراءه دون فهم.. لكــــن !!! لأننا كبشر، وبحسب اختبارات الجميع، وبحسب ما يؤكده لنا دارسو هذا الموضوع.. فأغلبنا يعتمد في علاقته مع الرب، وفي قيامه بأمور الله، على ما تمليه عليه مشاعره وأفكاره. وهذا أمر خطير للغاية ّ!!! فنحن على وجه الإجمال لا نُصلّي إلاّ إذا كان لدينا احتياج ملحّ أو إذا كنا نمر بضيقة معيّنة.. ولا نواظب على حضور اجتماعات الكنيسة، إلا إذا كان مزاجنا يسمح أو ظروفنا مؤاتية، لا سيّما اجتماعات منتصف الأسبوع.. ولا نسبّح الرب إلا إذا كانت مشاعرنا منتعشة.. أو فرحين نتيجة تحقيق وعد معين من وعود الرب لنا.. ولا نواظب على قراءة الكلمة والشركة اليومية مع الرب، بل عند الاحتياج فقط، وبتقطّع، والبعض الآخر ربما موسمياً... ومن هنا يبدو واضحاً أنّ أفكارنا ومشاعرنا تتحكّم بسلوكنا مع الرب وبعلاقتنا معه.. وأغلب الأحيان تنجح بأن تكون السبب الرئيسي الذي يدفعنا للسير مع الرب والعلاقة معه أو القيام بأمور معينة.. ولأننا بشر، ونعيش في عالم وُضع في الشرير، ولأننا نتعرّض لحروب كثيرة من الشيطان، ولضغوطات، لا سيّما على أذهاننا وعلى مشاعرنا، فهي ستكون غالباً، تحت وطأة التعب والكسل والاكتئاب والمزاجية... وسترغمنا على إيجاد الأعذار المناسبة لكي نتهرّب من القيام بكل ما ذكرناه، أو بأحسن الحالات على القيام بتلك الأمور بطريقة متقطعة، متذبذبة وغير ثابتة.. وبما أنه من الواضح كما سبق وذكرنا أننا كبشر نميل لأن نجد سبب محدد وواضح لقيامنا بأمر معين أو بأمور معينة، ولكي نكون محميين من التقلقل في العلاقة مع الرب والسير معه، ينبغي علينا أن يكون لدينا سبب ثابت وواضح المعالم يكون المحفّز الوحيد لنا لكي نسلك بالطريقة الصحيحة مع الرب. وما دفعني إليه الروح القدس اليوم، هو بكل بساطة أنّه لا ينبغي علينا قطعاً أن نقوم بأمور الله وفقاً لما تمليه علينا أفكارنا ومشاعرنا، بل بما تمليه علينا كلمة الله طاعة للرب فقط.. وهذا هو السبب الرئيسي الذي ينبغي على كل مؤمن حقيقي أن يضعه أمامه على الدوام، ويكون بالنسبة له بمثابة المحفّز الأساسي والرئيسي لعلاقته بالرب وقيامه بأمور الله: طاعة للرب ولكلمته فقط.. فمهما كانت الظروف التي أمر بها، ومهما كانت مشاعري وأفكاري، ينبغي أن: أصلي دوماً دون انقطاع أسبّح الرب دوماً أتأمل بكلمة الرب دوماً، وأدرسها بعناية أواظب على اجتماعات ونشاطات الكنيسة أساعد المحتاجين والفقراء وأزورهم أساعد إخوتي وأحمل أثقالهم أكرم الرب من مالي ومن وقتي... و... طاعة لكلمة الرب فقط أحبائي: هل كانت أفكار ومشاعر بولس وسيلا، هي التي دفعتهما لكي يُسبّحا الرب في وسط سجن فيلبي؟ بالطبع لا.. فهما كانا قد ضُربا ضربات كثيرة ووُضعت أرجلهما في المقطرة، وعلى ما أعتقد وتحت وطأة تلك الظروف، كان آخر أمر يفكران فيه وفقاً لمشاعرهما، هو أن يُسبحا الرب.. لكنهما أطاعا الرب وكلمته وسبحاه بصوت عالٍ كما تقول الكلمة.. والنتيجة كانت، زلزال ضرب السجن وفك قيود الجميع، وقاد سجان فيلبي وعائلته لنوال خلاص الرب.. وهل كانت مشاعر إبراهيم هي التي دفعته لتقديم ابنه وحيده حبيبه اسحق؟ لا وألف لا.. بل طاعته الكاملة للرب فقط.. والنتيجة كانت أن الرب قال له: " بذاتي أقسمت أنّي من أجل أنك فعلت هذا الأمر ولم تمسك ابنك وحيدك، أباركك مباركة، وأكثر نسلك تكثيراً كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطئ البحر. ويرث نسلك باب أعدائه. ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض. من أجل أنك سمعت (أو أطعت) لقولي " (تكوين 22 : 16 – 18). وأيضاً: " بالإيمان إبراهيم لما دُعيَ، أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيداً أن يأخذه ميراثاً، فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي ". (عبرانيين 11 : 8). لم يكن لديه سبب بأن يترك أرضه وعشيرته ومكان الراحة والطمأنينة، ويذهب غير عالم حتّى إلى أين، وماذا ينتظره.. سوى طاعته للرب. أحبائي: يتحرك بعض المؤمنون بمشاعرهم لدرجة أنهم في غياب هذه المشاعر لن يفعلوا شيئاً ممّا أمرهم الرب أن يفعلوه، فهم يُسبّحون الرب إن شعروا برغبة في ذلك، ويُقدّمون تقدماتهم إن شعروا برغبة في ذلك، ويوفون بوعودهم إن شعروا برغبة في ذلك، وإن لم يشعروا برغبة لن يفعلوا شيئاً.. أمّا داود المرنّم العظيم فقال: " باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس . باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته ، الذي يغفر جميع ذنوبك، الذي يشفي كل أمراضك، الذي يفدي من الحفرة حياتك، الذي يكللك بالرحمة والرأفة، الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدّد مثل النسر شبابك " (مزمور 103 : 1 – 5). لقد أمر داود نفسه بأن تُسبّح الرب، وتُعدّد حسناته.. وكلنا يعرف الظروف الصعبة والمخاطر الكبيرة التي كانت تلاحق داود.. لكن بالرغم من كل ذلك، وبالرغم من مشاعره، أطاع الرب وكلمته وسبّحه في وسط كل تلك الصعاب، والنتيجة كانت، نجاحه وغلبته على كل أعدائه !!! أحبائي: بكل تأكيد سيستطيع الشيطان، عندما نسمح لمشاعرنا وأفكارنا بأن يكونا السبب الذي يقف وراء سيرنا مع الله وقيامنا بأمور الله، بأن يجعلنا فاترين، متقلقلين، غير راغبين أغلب الأحيان بأن نسير في خطة الله لحياتنا، لكن على العكس تماماً، عندما لا نسلك حسب المشاعر والأفكار السلبية، ونقرر أن نقوم بكل ما توصينا به كلمة الله طاعة لـه فقـط، سنكون مستندين على أساس صلب ومتين لا يتغيّر ولا يمكن للعدو بأن يتلاعب فيه.. ولو وضعنا ما تأملنا فيه حتّى الآن في قالب عملي، لأمكننا القول: أنا أصلّي لأن كلمة الرب تقول: " صلّوا بلا انقطاع " (1 تسالونيكي 5 : 17). " أمّا أنا فصلاة " (مزمور 109 : 4). أنا أواظب على حضور اجتماعات الكنيسة لأنّ كلمة الله تقول: " غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة، بل واعظين بعضنا بعضاً، وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب ". (عبرانيين 10 : 25). أنا أتأمل بكلمة الرب يومياً، لأن كلمته تقول: " لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهاراً وليلاً لكي تتحفّظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذٍ تُصلح طريقك وحينئذٍ تفلح " (يشوع 1 : 8). " طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس، لكن في ناموس الرب مسرّته وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً، فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه، التي تعطي ثمرها في أوانه وورقها لا يذبل، وكل ما يصنعه ينجح " (مزمور 1 : 1 – 3). أنا أقدّم عشوري للرب لأن كلمته تقول: " هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام، وجربوني بهذا قال رب الجنود، إن كنت لا أفتح لكم كوى السموات وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع، وأنتهر من أجلكم الآكل فلا يفسد لكم ثمر الأرض ولا يعقر لكم الكرم في الحقل قال رب الجنود " (ملاخي 3 : 10 – 11). " أكرم الرب من مالك ومن كل باكورات غلتك، فتمتلئ خزائنك شبعاً وتفيض معاصرك مسطاراً " (أمثال 3 : 9 – 10). أنا أساعد أخوتي وأفتقد المحتاجين لأن كلمته تقول: " احملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تمّموا ناموس المسيح " (غلاطية 6 : 2). " لأنّي جعـت فأطعمتموني، عطشـت فسقيتموني، كنت غريباً فآويتموني، عرياناً فكسيتموني، مريضاً فزرتموني، محبوسا فأتيتم إليّ " (متى 25 : 35 – 36). طاعةً للرب ولكلمته أقوم بكل هذه الأمور، وهذه أيها الأحباء أساسات صلبة، لا تهتز تحت وطأة الرياح والأمواج والظروف والحروب، وتقلبات المشاعر والأفكار.. وهكذا أسباب، وهكذا دوافع، وهكذا إيمان، وهكذا طاعة، سيجعلونني أنمو من مجد إلى مجد ومن قوة إلى قوة ومن إيمان إلى إيمان، فأكون حسب قلب الرب، وأسير في خطة الرب الكاملة والمرضية والصالحة لحياتي، فأعيش حياة النصرة، وأتمتع بكل ما أعدّه الرب لي في كل المجالات، وأكون مثمراً على الدوام. |
21 - 09 - 2012, 11:23 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| مشرفة |::..
|
رد: طاعة للرب فقط
مشاركة جميلة اوي ربنايعوض تعب محبتك
|
|||
23 - 09 - 2012, 12:39 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: طاعة للرب فقط
ميرسي كتير للمرور الحلو
|
||||
23 - 09 - 2012, 06:45 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
سوبر ستار | الفرح المسيحى
|
رد: طاعة للرب فقط
موضوع جميل جدااا يا مايكل ربنا يعوضك
|
||||
23 - 09 - 2012, 02:19 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: طاعة للرب فقط
شكراً على مشاركتك المثمرة
ربنا يبارك خدمتك |
||||
23 - 09 - 2012, 03:15 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: طاعة للرب فقط
اكتر من راااااائع بجد
ربنا يباركك |
||||
23 - 09 - 2012, 04:00 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: طاعة للرب فقط
ميرسي كتير لمروركم الحلو
|
||||
23 - 09 - 2012, 04:33 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: طاعة للرب فقط
مشاركه مميزه مايكل
ربنا يباركك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مقارنة ما بين عدم طاعة حواء مع طاعة مريم |
من شروط طاعة الابن لوالديه أن تكون طاعة مقدسة |
علينا طاعة الله طاعة عمياء |
طاعة الله أولى من طاعة الناس |
الثورة على الطغيان طاعة للرب |