التليفزيون المصري يعلن الحرب على أمريكا
هل كانت السلطة المصرية تخطط لتوطيد علاقتها مع روسيا، وإظهار حقيقة الوجه القبيح للإدارة الأمريكية على مدار العقود الأخيرة؟
تساؤل تناولته حلقات برنامج "حروب الجيل الرابع"، التي أزاح الستار عنها التليفزيون المصري، من خلال سلسلة حلقات، تُذاع الإثنين من كل أسبوع بعد نشرة التاسعة مساء.
بدأت أولى حلقاته بـ "المؤامرة الشيطانية"، تناولت فيها بداية "النورانيين"، التي يُطلق عليهم في العصر الحديث "الماسونيين"، وأهداف مؤسسيها واستراتيجيتهم، وكيفية تنفيذها.
وفي سابقة لم تجرؤ على حذوها أي قناة فضائية، بدأ البرنامج على التليفزيون الرسمي للدولة، من 25 نوفمبر من العام المنقضى، بسلسلة تُشابه "القادمون" وما أعقبها من سلاسل توعوية حول حروب الجيل الرابع واستراتيجيات "النظام العالمي الجديد".
وبإيحاءات مباشرة للإدارة الأمريكية ومن خلفها، بتدبير أحداث العالم من قبل الألفية الثالثة، ومرورًا بأحداث 11 سبتمبر، حتى سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وما آلت إليه الدولة العراقية الآن من إنقسامات داخلية بين السنة والشيعة، وأخيرًا "ثورات الربيع العربي"، تتناول حلقات البرنامج أحداثًا وفيديوات وثائقية حول "من خلف الكواليس".
تطرق البرنامج الذي يتناول خلفية معلوماتية تحليلية، مدعومة بآراء أساتذة في الجامعات المصرية وحتى الأمريكية نفسها، حتى مر بنشأة الشيوعية، والحروب العالمية الأولى والثانية.
وسلطت الحلقة الأولى من البرنامج في جزئها الثاني، الضوء على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، كأداة الماسونية لبدء حربًا من نوعًا آخر على العالم العربي.
كما استعرضت مخطط برنارد لويس لتفتيت العالم العربي والإسلامي، وعرضت خرائط تقسيم الدول العربي بالكامل، بدءاً من مصر وسوريا والعراق كأكبر الدول العربية، مرورًا بدول المغرب العربي والسودان والخليج العربي.
ووجه البرنامج إتهامات لمنظمات المجتمع المدني المصرية، وعلى رأسها مركز إبن خلدون للدراسات الإنمائية، بجانب منظمات أمريكية كـ"فريدم هاوس" و"كارينجي" وغيرها.
وفي الحلقة الثالثة تحت عنوان " قطار الربيع العربي والسائق الخفي"، لمّحت على أن السائق الخفي وراء ذاك القطار هو الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، وتساءلت حول "هل هناك أشخاص عاديين هم من حشدوا للثورات في العالم العربي؟ أم أنه عدد متفق عليه بشكل ما؟
وأشارت الدكتور نائلة عمارة، أستاذ الإعلام والعلاقات العامة بجامعة حلوان، أن مواقع التواصل الاجتماعي على رأسهم فيس بوك وتويتر ويوتيوب، أُستخدمت سياسيًا في المقام الأول، وأشارت الحلقة إلى صفحة "كلنا خالد سعيد"، وسعيها للحشد والتحريض للنزول في 25 يناير، وصفحة "رصد" التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، واللجان الإليكترونية التي لعبت دورًا ملموسًا في الحشد ضد الشرطة المصرية والقوات المسلحة.
وتطرق الجزء الثاني من الحلقة الثانية، إلى دور مواقع الثورات الإليكترونية في رحيل رئيس وزراء إسبانيا في 2004، ومن قبله الرئيس الفلبيني "جون استرادا" بعد تلقيه 7 مليون رسالة إليكترونية مكتوب فيها "إرتدي الأسود"، وبعدها بثلاثة أيام خرج من الحكم في يناير 2001.
ووجهت الحلقة الرابعة، إتهامًا مباشرًا للرئيس الأمريكي باراك أوباما، في تمويل الإسلام السياسي في العالم العربي، بهدف محاربة القومية العربية، مستغلة فكر الإسلام السياسي الذي لا يعترف بالأساس بالقومية العربية، الذي يرى أنها خروجًا عن الخلافة الإسلامية.
فيما تناول أن حروب الجيل الرابع، تتبع سياسة "التدمير الذاتي للدول"، وتطرق إلى فضيحة "أمريكا" الأخيرة، حول التنصت على رؤساء دول كبرى، متسائلاً هل ستكون الأخيرة في عهد "أوباما" أم أن الطبع غالب؟